بدأ الرعب يتسرَّب لدول الجنوب الأوروبي بعد أن بدأت طلائع جيوش الجراد في الوصول إلى السواحل الأوروبية الجنوبية قبالة السواحل الشمالية الإفريقية.
ملايين الاستكشافيين من الجراد الأحمر حطت رحالها بعد أن عبرت البحر الأبيض المتوسط في جزر الكناري ثم توجهت إلى جنوب إسبانيا بعد أن امتلأت بطونها من مزارع الجزر فحوَّلت أغصانها إلى (جريد) بلا ورق ..!!
الأوروبيون ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبحوا مرتاحي البال فلا حروب ولا مشاكل وإن نغصت عليهم عواصف ثلجية، أو أمطار موسمية، أو أوبئة مرضية كمرض الأيدز الذي يحصد منهم أكثر مما تحصده الحروب في مناطق أخرى.
الآن الجراد يُمثِّل عدواً إرهابياً ضلَّ طريقه فاتجه إلى أوروبا التي لا تبحث عن عدو حقيقي، أو وهمي كابنة عمها أمريكا التي ابتلاها الله بالمحافظين الجدد فصنعوا لهم عدواً وصاغوا إستراتيجية لمواجهة هذا العدو ورّطوا فيها العالم أجمع الذي انخرط في الحرب على الإرهاب دون أن يُسأل عن رأيه في المشاركة أو البحث عن أسباب هذا الإرهاب.
الجراد الإرهابي الجديد الذي يهدد مزروعات أوروبا بعد أن التهم مزروعات الشمال الإفريقي فشارك جياع إفريقيا طعامهم، والتهم غلالهم عرف طريقه إلى الأغنياء الذين يحسنون استقباله بالمبيدات.. مبيدات لا يملكها الفقراء وحتى وإن ملكوا بعضها لا يستعملونها لأنها محرَّمة دولياً.. أما الأوروبيون الأغنياء فلا القوانين ولا المحاذير الدولية تمنعهم من إبادة الإرهابيين الجدد.
أما الجراد الآلي وأعني به الطائرات المقاتلة من عائلات الفانتوم والميراج والشبح وقاذفات ال(بي 52) وملحقاتها من (إف 15) و(إف 16)، فلم يتحدث عنها ولا يجرؤ أحد على وصم أصحابها وقائدها ومن يوجهونها في قواعدهم المنتشرة في أنحاء الكرة الأرضية بأنهم إرهابيون رغم حصد هذه الطائرات لمئات الآلاف من الضحايا والذين جلهم من الفقراء والمظلومين.
المفارقة أن الجراد الحقيقي الذي يثير الرعب بين الفقراء والأغنياء بلا استثناء، أفضل من الجراد الآلي.. الطائرات المقاتلة، فالجراد الحقيقي يعتبره العديد من الشعوب غذاءً صحياً يقبلون على أكله خاصة إذا لم يتعرَّض للمبيدات.. أما الجراد الآلي فهو إن لم يُسقط القذائف والقنابل على الشعوب.. فإن الجرادة الواحدة (الطائرة المقاتلة) إذا سقطت فوق مدينة فلا بد أن تقتل العشرات أو المئات بل حتى الملايين عندما تقوم بإسقاط القنابل الذرية كما حصل لهيروشيما.
|