Thursday 2nd December,200411753العددالخميس 20 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

تحت شعار التحقق من القتل تحت شعار التحقق من القتل
القاموس العسكري الإسرائيلي يسمح بإطلاق النار على جثامين الشهداء الفلسطينيين

  * صحيفة الجزيرة - فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قال مصدر إسرائيلي إن النيابة العسكرية الإسرائيلية طلبت من عائلة الهمص الفلسطينية، السماح لها بإخراج جثة ابنتها إيمان (13 عاما) من القبر لإجراء تشريح طبي لها في سبيل التأكد ما إذا كان الضابط المتهم بقتلها قد أطلق النار عليها في إطار ما يسمى في القاموس العسكري (التحقق من القتل)..
ونقل عن محامية العائلة، ليئة تسيمل، موافقتها على الطلب مشترطة حضور جراحين من مصر والأردن لعملية التشريح وتوثيق العملية ذاتها لتمكين خبير دولي من الإدلاء برأيه.. وقد وافقت النيابة على هذه الشروط.. ويأتي ذلك في وقت قررت فيه النيابة، يوم الأربعاء ( 17 - 11 -2004 )، اتهام الضابط المشتبه بقتل إيمان الهمص، باستخدام سلاحه بشكل غير قانوني وتشويش إجراءات التحقيق، فقط..
وتزعم النيابة الإسرائيلية أن إفادة الجنود تدعي أن الطفلة قتلت بنيران الجنود قبل وصول الضابط إليها والتحقق من قتلها..
وحسب (القانون الإسرائيلي) فإن عقوبة التهمة التي ستوجه إلى الضابط لا تتعدى السجن لمدة ثلاث سنوات.. و يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي بقراره هذا تعميق استهتاره بالقانون الدولي وبحياة الإنسان الفلسطيني، مؤكدا، من يوم لآخر، أنه آخر من يمكن أن يكنى بالجيش الأخلاقي، خلافا لما يزعمه قادته.
وقد يكون ما حدث، مجرد تزامن صدف، لكن تزامن نشر نبأ إعفاء ضابط من المسؤولية عن جريمة إعدام لأربعة مدنيين فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال في جنين، مع نبأ تنكيل جنود الاحتلال الهمجي بجثث الشهداء الفلسطينيين بعيد قتلهم بدم بارد، يؤكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب، دون حسيب أو رقيب، لا بل يعمق استهتاره بأرواح الضحايا الفلسطينيين، في وقت يزعم فيه تقديسه لحياة البشر، اليهود طبعا..
ويبدو أن المسؤولين القضائيين في جيش الاحتلال وفي سلطتهم الإسرائيلية لم يكتفوا بالحدثين آنفي الذكر، فقرروا استكمال مثلث الجريمة بالإعلان، عن نيتهم محاكمة الضابط بتهمة استخدام سلاحه بشكل غير شرعي وتشويش إجراءات التحقيق، فقط..!!
هذا وقد ارتكب هذا الضابط جريمته قبل نحو شهرين، عندما كانت الطفلة الهمص في طريقها إلى مدرستها، ومرت بالقرب من الموقع العسكري الواقع في مستوطنة (جيريت) قرب محور فيلادلفي في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة. وحسب ما أكده شهود عيان ل(الجزيرة) آنذاك: فقد تعمد الضابط الإسرائيلي المجرم قتل الطفلة التي لاذت بالفرار فور بدء إطلاق النار عليها..
فقد تبعها إلى حيث اختبأت وراء تلة ترابية، وأطلق النار عليها عدة مرات، منفذا ما يسمى في القاموس العسكري (التحقق من القتل).
يشار إلى انه في اليوم الذي قرر فيه رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، موشي يعلون، تبني ادعاءات ضابط سرية (شكيد) المتهم بقتل، الطفلة إيمان الهمص (13 عاماً)، نشرت صحيفة (يديعوت احرونوت)، وثيقة تثبت إدانة الضابط بارتكاب جريمة حرب والتنكيل بجثة الطفلة الفلسطينية، حسب ما أكده جنود السرية الذين كانوا شهود عيان على قتل الطفلة بدم بارد.
وتعرض هنا الجزيرة تفاصيل الجريمة الصهيونية، والتي كشفت عنها صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، في عددها الصادر يوم الجمعة، الموافق 8 - 10 - 2004 عن الجريمة البشعة، وقالت الصحيفة في تقريرها: إن قائد وحدة عسكرية إسرائيلية نفذ عملية تثبيت القتل ضد فتاة فلسطينية في قطاع غزة من خلال إفراغ ذخيرة بندقيته الرشاشة. وأوضحت الصحيفة: أن مجموعة من الجنود الإسرائيليين توجهوا إليها لان (ضميرهم لا يتحمل ما حصل).
وقالت، يديعوت احرونوت: إن الجنود تحدثوا عن قتل الصبية الفلسطينية، إيمان الهمص (13 عاما)، يوم الثلاثاء، الموافق 5 - 10 - 2004، في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة. وأضافت الصحيفة العبرية: أن الجيش الإسرائيلي واجه صعوبة في تفسير إخراج 20 رصاصة على الأقل من جسد الصبية.
وتابعت، تقول في تقريرها: إن جنودا رووا لمراسل الصحيفة أن قائد وحدة شاكيد التابعة لفرقة غفعاتي النخبوية في جيش الاحتلال، نفذ عملية تثبيت القتل، بإفراغ ذخيرة بندقيته في جسد الصبية (من بعد صفر)..!!!!
وروى الجنود للصحيفة انه بين الساعة السادسة والسابعة من صباح الثلاثاء الموافق 5 - 10 - 2004 لاحظ جنود في برج المراقبة بموقع غيريت العسكري (شخص يتحرك على بعد 70 مترا باتجاه الموقع).
وقال الجنود: انه بحسب التعليمات فانه يتوجب إطلاق النار على أي شخص يدخل في مدى 300 متر من نقطة المراقبة.
وأضاف الجنود للصحيفة، قائلين: إن نقطة المراقبة استدعت الجميع، وقد أدركنا أن (إرهابيا) يقترب من الموقع.. وقفز الجميع إلى الخنادق وحاولوا التصويب نحو (الإرهابي)..!!
وقال أحد الجنود: (لقد نفذنا إطلاق نار نحو الشخص المشبوه، الذي كان على بعد مائة متر عن الموقع.. عندها بدأ الشخص بالجري وفي مرحلة ما سقط على الأرض..)
وقال جندي آخر: شاهدت رأسا يرتفع وينخفض للشخص المشبوه كان يجري قرب كثبان ترابية.. الجميع أطلقوا النار.. في النهاية سقط الشخص أرضا.. في هذه المرحلة قال الجنود في الموقع انهم يعتقدون بان الشخص ليس سوى صبية.. !!
وأضاف الجندي نفسه، يقول للصحيفة العبرية: إن (قسما من الجنود قالوا إن الشخص هو صبية قبل بدء أن ينفذ الآخرون إطلاق نار).
وأفاد أحد الجنود: لقد رأيت صبية صغيرة.. وأبلغت قيادة الموقع أن هذه صبية صغيرة، وقلت أن عمرها لا يتجاوز 13 عاما، ولم أطلق النار نحوها.. أحد الجنود أطلق عليها رصاصة واحدة، فسقطت على الأرض..
وتابع الجنود، يقولون لصحيفة يديعوت احرونوت: انه في هذه المرحلة خرج قائد الوحدة من الموقع وتوجه، سوية مع جنود آخرين، نحو مكان سقوط الصبية واقترب من الجسد الممدد على الأرض.
وقال أحد الجنود للصحيفة العبرية: إن (قائد الوحدة أطلق عليها رصاصتين ثم عاد إلى الوراء، وعندها أطلق زخة رصاصات من سلاحه الأوتوماتيكي.. لقد افرغ ذخيرة بندقيته الرشاشة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved