Thursday 2nd December,200411753العددالخميس 20 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

اختلال مفاهيم العصر يعني استبدال الحل التفاوضي بشأن قضية فلسطين بحل العسكرة والبلطجة اختلال مفاهيم العصر يعني استبدال الحل التفاوضي بشأن قضية فلسطين بحل العسكرة والبلطجة
واشنطن طلبت من المجلس التشريعي انتخاب (أبو مازن) بالتزكية

  * فلسطين المحتلة بلال أبو دقة :
في وقت اعتبر فيه وزير الخارجية الإسرائيلي ، سيلفان شالوم أن الانتخابات الفلسطينية المزمع إجراؤها في التاسع من كانون ثاني - يناير المقبل ، والانتخابات في العراق المحتل هما السبيل لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ، أكّد مصدر فلسطيني مطلع في تصريحات خاصة وصلت الجزيرة أن الإدارة الأمريكية أجرت اتصالاً مع رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ، سليم الزعنون (أبو الأديب) ، لإقناعه بأن يقوم المجلس التشريعي الفلسطيني بانتخاب محمود عباس (أبو مازن) رئيساً للسلطة الفلسطينية ، خلفا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، بدلاً من إخضاع الموضوع لانتخابات عامة.
وأكّد المصدر الفلسطيني أن إدارة بوش بدأت اتصالات مبكرة قبل الإعلان الرسمي عن وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات ، و ذلك لغرض تأمين وصول (أبو مازن) لسدّة رئاسة منظمة التحرير والسلطة الوطنية.
وكانت نتائج استطلاع للرأي أُجري حديثا في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، أظهرت أن (87.6 بالمائة ) من الفلسطينيين ، يعتقدون أن الولايات المتحدة الأمريكية ، لم تعد معنية بقيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 ، وأنه ليس هناك ضرورة للإبقاء على الولايات المتحدة كوسيط في العملية السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
هذا وكشف المصدر الفلسطيني المطلع أن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ، سليم الزعنون (أبو الأديب ) عرض الموضوع على فصائل منظمة التحرير ، إلا أنها رفضت الأمر ، إضافةً إلى رفض قوى داخل حركة فتح ذاتها المطلب الأمريكي.
مشيرا إلى أن البعض أبدى تخوّفاً من قانونية إجراء انتخاب داخلي ل (أبو مازن) ، بسبب انتهاء الولاية القانونية للمجلس التشريعي الفلسطيني ، الذي انتخب عام 1996.
الانتخابات في فلسطين والعراق
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي ، سيلفان شالوم ، أكد مؤخرا : أن الانتخابات الفلسطينية المزمع إجراؤها في التاسع من كانون ثاني - يناير المقبل ، والانتخابات في العراق المحتل هما السبيل لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ، وقال شالوم في تصريح صحفي ، تعرضه الجزيرة : نعتقد أن هذه الانتخابات مهمة للغاية بالنسبة لاستقرار السلطة الفلسطينية ، إنها مع الانتخابات المقبلة في العراق يمكن أن تجلب الاستقرار للشرق الأوسط بأسره .
ويرى مراقبون أن الاستقرار المنشود من وجهة نظر الاحتلالين الإسرائيلي والأمريكي يعني وقف المقاومة ، وإعادة ترتيب المنطقة وفق المنظور الصهيو أمريكي ؛ بما يفتح الطريق واسعاً أمام الاحتلالين لبسط سيطرتهما على المنطقة ونهب ثرواتها.
الموقف الفلسطيني
لكن وعلى ما يبدو فإن الفلسطينيين لم ولن يلتفتوا للدعوات الأمريكية - الإسرائيلية ، حيث شدد الدكتور ناصر القدوة ، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة ، على ضرورة إحكام القانون الدولي ، وانخراط المجتمع الدولي ومؤسساته في تحديد الخطوط العريضة للتسوية في الشرق الأوسط ، بشكل واضح وملزم ، إذا ما أردنا تسوية قضية فلسطين وتحسين السلام في المنطقة.
اختلال المفاهيم
وأكد المندوب الفلسطيني ، الدكتور ناصر القدوة ، على أن المشكلة المركزية في الشرق الأوسط ، هي بطبيعة الحال قضية فلسطين والصراع العربي - الإسرائيلي ، قضية ليست كغيرها من القضايا ، بسبب الظلم غير المسبوق ، الذي لحق بشعب بأكمله وبسبب المعاناة المستمرة لهذا الشعب ، وغياب الحل العادل لوضعه عبر كل هذه العقود.
وأضاف ، يقول : انه نتج عن ذلك أبعاد إضافية مثل احتلال أراضٍ عربية أخرى (يقصد لبنان وسوريا والعراق) ، وانتشار أسلحة الدمار الشامل ، واستمرار التوتر وتصاعد التطرف ، مشيراً إلى أن مشكلات المنطقة لم تقف عند هذا الحد ، فهناك الآن الوضع في العراق وهناك عدة أزمات على أطراف المنطقة العربية ، إضافة إلى الفشل في مسيرة الديمقراطية والتحديث الاقتصادي والاجتماعي.
التطرف الديني
وتناول القدوة التطرف الديني الذي يشكل بطبيعته بيئة صالحة لنمو المجموعات الإرهابية ، ونبه الى انه من الضروري رؤية الحقيقة المتمثلة في صعود التطرف الديني بين أصحاب الديانات السماوية الثلاث وليس فقط المسلمين ، ظاهرة مؤسفة خاصة في غياب مواجهة جماعية تستند إلى التسامح الديني والحوار وقبول الآخر ، في هذه المرحلة هناك حقيقة مجموعات إرهابية من المسلمين المتطرفين فرضت أعمالها على الأجندة الدولية حاليا ؛ لكن مواجهة هذه يجب أن يبقى دائماً مستندا إلى مواجهة الطرف الديني الإسلامي وغير الإسلامي والفصل بين الإسلام والمتطرفين الذي يدعونه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved