* فلسطين المحتلة بلال أبو دقة :
في وقت اعتبر فيه وزير الخارجية الإسرائيلي ، سيلفان شالوم أن الانتخابات الفلسطينية المزمع إجراؤها في التاسع من كانون ثاني - يناير المقبل ، والانتخابات في العراق المحتل هما السبيل لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ، أكّد مصدر فلسطيني مطلع في تصريحات خاصة وصلت الجزيرة أن الإدارة الأمريكية أجرت اتصالاً مع رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ، سليم الزعنون (أبو الأديب) ، لإقناعه بأن يقوم المجلس التشريعي الفلسطيني بانتخاب محمود عباس (أبو مازن) رئيساً للسلطة الفلسطينية ، خلفا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، بدلاً من إخضاع الموضوع لانتخابات عامة.
وأكّد المصدر الفلسطيني أن إدارة بوش بدأت اتصالات مبكرة قبل الإعلان الرسمي عن وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات ، و ذلك لغرض تأمين وصول (أبو مازن) لسدّة رئاسة منظمة التحرير والسلطة الوطنية.
وكانت نتائج استطلاع للرأي أُجري حديثا في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، أظهرت أن (87.6 بالمائة ) من الفلسطينيين ، يعتقدون أن الولايات المتحدة الأمريكية ، لم تعد معنية بقيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 ، وأنه ليس هناك ضرورة للإبقاء على الولايات المتحدة كوسيط في العملية السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
هذا وكشف المصدر الفلسطيني المطلع أن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ، سليم الزعنون (أبو الأديب ) عرض الموضوع على فصائل منظمة التحرير ، إلا أنها رفضت الأمر ، إضافةً إلى رفض قوى داخل حركة فتح ذاتها المطلب الأمريكي.
مشيرا إلى أن البعض أبدى تخوّفاً من قانونية إجراء انتخاب داخلي ل (أبو مازن) ، بسبب انتهاء الولاية القانونية للمجلس التشريعي الفلسطيني ، الذي انتخب عام 1996.
الانتخابات في فلسطين والعراق
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي ، سيلفان شالوم ، أكد مؤخرا : أن الانتخابات الفلسطينية المزمع إجراؤها في التاسع من كانون ثاني - يناير المقبل ، والانتخابات في العراق المحتل هما السبيل لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ، وقال شالوم في تصريح صحفي ، تعرضه الجزيرة : نعتقد أن هذه الانتخابات مهمة للغاية بالنسبة لاستقرار السلطة الفلسطينية ، إنها مع الانتخابات المقبلة في العراق يمكن أن تجلب الاستقرار للشرق الأوسط بأسره .
ويرى مراقبون أن الاستقرار المنشود من وجهة نظر الاحتلالين الإسرائيلي والأمريكي يعني وقف المقاومة ، وإعادة ترتيب المنطقة وفق المنظور الصهيو أمريكي ؛ بما يفتح الطريق واسعاً أمام الاحتلالين لبسط سيطرتهما على المنطقة ونهب ثرواتها.
الموقف الفلسطيني
لكن وعلى ما يبدو فإن الفلسطينيين لم ولن يلتفتوا للدعوات الأمريكية - الإسرائيلية ، حيث شدد الدكتور ناصر القدوة ، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة ، على ضرورة إحكام القانون الدولي ، وانخراط المجتمع الدولي ومؤسساته في تحديد الخطوط العريضة للتسوية في الشرق الأوسط ، بشكل واضح وملزم ، إذا ما أردنا تسوية قضية فلسطين وتحسين السلام في المنطقة.
اختلال المفاهيم
وأكد المندوب الفلسطيني ، الدكتور ناصر القدوة ، على أن المشكلة المركزية في الشرق الأوسط ، هي بطبيعة الحال قضية فلسطين والصراع العربي - الإسرائيلي ، قضية ليست كغيرها من القضايا ، بسبب الظلم غير المسبوق ، الذي لحق بشعب بأكمله وبسبب المعاناة المستمرة لهذا الشعب ، وغياب الحل العادل لوضعه عبر كل هذه العقود.
وأضاف ، يقول : انه نتج عن ذلك أبعاد إضافية مثل احتلال أراضٍ عربية أخرى (يقصد لبنان وسوريا والعراق) ، وانتشار أسلحة الدمار الشامل ، واستمرار التوتر وتصاعد التطرف ، مشيراً إلى أن مشكلات المنطقة لم تقف عند هذا الحد ، فهناك الآن الوضع في العراق وهناك عدة أزمات على أطراف المنطقة العربية ، إضافة إلى الفشل في مسيرة الديمقراطية والتحديث الاقتصادي والاجتماعي.
التطرف الديني
وتناول القدوة التطرف الديني الذي يشكل بطبيعته بيئة صالحة لنمو المجموعات الإرهابية ، ونبه الى انه من الضروري رؤية الحقيقة المتمثلة في صعود التطرف الديني بين أصحاب الديانات السماوية الثلاث وليس فقط المسلمين ، ظاهرة مؤسفة خاصة في غياب مواجهة جماعية تستند إلى التسامح الديني والحوار وقبول الآخر ، في هذه المرحلة هناك حقيقة مجموعات إرهابية من المسلمين المتطرفين فرضت أعمالها على الأجندة الدولية حاليا ؛ لكن مواجهة هذه يجب أن يبقى دائماً مستندا إلى مواجهة الطرف الديني الإسلامي وغير الإسلامي والفصل بين الإسلام والمتطرفين الذي يدعونه.
|