حينما أختلف مع شخص آخر في أمر من الأمور فهذا لا يعني أن أفتح أبواب ونوافذ العداء له وتجريحه أمام الملأ، وإغلاق فضاءات وأجواء المحبة بيني وبينه، لأني مؤمن تماماً أن ليس كل خلاف يجب أن يقود للبغضاء وإلا لاختل ناموس الكون ومقاييس التعايش بين البشر، ثم إني أفترض دائماً أن الخلاف عارض يزول إما بجهدي أو بجهدينا معاً أو ظروف تستجد فتعيدنا إلى أجواء التفاهم، فلو تسرّعت وغضبت لمجرد خلاف طارئ ثم ارتكبت جراء ذلك حماقة العداء والبغضاء فسأكون قد ظلمت نفسي وغيري بكسري لقواعد التعامل الإنساني الحميد وعلاقات الود والتحابب التي جُبلت وغيري عليها بحكم تنشئتنا عربياً وإسلامياً.
من الخطأ أيضاً أن أفترض أنني دائماً على حق، ثم إن ما أراه أنا خطأ يرتكبه غيري، قد يراه آخرون أقل من الخطأ أو لا خطأ فيه، إذن فالأمر خاضع للنسبية لعدة عناصر، ولكن أموراً جوهرية بدهية متعارفاً عليها أو يحددها الشرع لا يمكن إخضاعها لعناصر النسبة والتناسب.
إذا كان هذا مجال اتفاق فالأمور العادية التي نختلف عليها يجب أن تكون أقل من أن تزرع بيننا بذور الكراهية والشحناء، ثم نورّثه لأبنائنا دون ذنب لهم في ذلك.. ما أجمل المبادرة بالاتصال أو الزيارة والمجاملة لأي شخص تظن أنك أغضبته أو غضب منك فيما يرى أنه يُغضِب، وبذلك سترضي نفسك والناس ورب الناس سبحانه.
|