سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة -حفظه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
قرأت مقالاً للأستاذ حمد بن عبد الله القميزي المشرف التربوي بتعليم الخرج في عدد 11742 الصادر يوم الأحد 9 من شوال 1425هـ يحمل عنوان: (لماذا لا يحب طلابنا مدارسهم) وكان الكاتب يتكلم عن أسباب عدم محبة الطلاب المدرسة ثم قارنها بمدارس بعض البلاد ثم وضع بعض الحلول والاقتراحات، وهذا كلامٌ حسن وجيد وياليته يؤخذ بالاعتبار ويلقي آذاناً صاغية، وهذا مقالٌ من عدة مقالات تبحث وتتحدث وتنقد ما يخدم الطالب.
وسعت وزارة التربية والتعليم مشكورة في تسخير طاقاتها وجهودها وإمكاناتها (وهو عملها) على تسهيل نجاح مرحلة التعليم وخروج جيل متعلم ناجح في حياته نافع لدينه وبلاده.
وأحبُ أن أبيّن أننا ركّزنا على المهم ونسينا الأهم، نعم إذا علمنا - باختصار - أن التعليم قائمٌ على ركيزتين أساسيتين هما الملقي والمتلقي، وأغفلنا الأول وسعينا بجهدنا للثاني فلن نحصل على ثمرة بدون شجرة معتنى بها.
فقد عول الكاتب على المكان وتهيئته وانه أهم سبب في حب المدرسة وقاسها بمدارس أخرى ويقول: (بالنظر إلى مدارس بعض الدول ندرك بعضاً من الأسباب التي تجعل أولئك الطلاب يحبون مدارسهم، ففي الأردن مثلا تبلغ نسبة المباني الحكومية 81.5% من مجمل المباني المدرسية...)
وفي مدارسنا، إذا أردنا أن نحبب طلابنا للمدرسة فلنسع أولا لتحبيب معلمينا، لكي يسهل ذلك، أما أن تكدس عليه الأعمال وتوضع له ضوابط وشروط ومتابعة و..
النصاب 24 حصة وعدد الطلاب في الفصل 45
ولايسمح للمعلم بالخروج من المدرسة قبل نهاية الدوام - وإن لم يكن لديه حصص-.
ولا يسمح للمعلم بمراجعة الدوائر الحكومية أثناء الدوام.
ويجب على المعلم الإشراف في بداية الدوام ونهاية الدوام والفسح..
ويجب على المعلم دخول حصص الانتظار.
ويجب على المعلم حضور الاجتماعات وإن كانت خارج الدوام.
فكيف تريد منه أن يحب المدرسة.
ان منعته من الخروج فوفّر له المراجعين، لأنه كغيره يحتاج إلى كتابة العدل.. الأحوال.. وان قلت لماذا يحصل مشاكل وقصور فوفّر له مشرفاً مقيماً يجده في أي وقتٍ لمناقشة ما يحتاجه.. ووفّر له غرفة مناسبة يعد ويستعد لدروسه ووفّر اتصالاً مناسباً قد يحتاجه يختصر له وقته.
ويقول الكاتب : (ان تفتح المدرسة أبوابها مساءً لطلابها لمراجعة المواد الدراسية مع المعلمين..) إذا كان المعلم لا يطيق البقاء في المدرسة صباحاً للضغوط.. وينتظر بفارغ الصبر متى يدق الجرس إيذاناً بنهاية الحصة الأخيرة، ليكون أول الخارجين من المدرسة.
وهلا تساءلت لماذا كثير من المعلمين يتأخرون عن الدوام ودخول الحصص..
وهذا ليس حكماً عاماً وإنما الغالب، ولهذا تجد بعض المديرين يخفف المعاناة على زملائه المعلمين بمراعاة احتياجاتهم وظروفهم وإمكاناتهم فتجده يحب المدرسة ويثمر.. وقد عملت في إحدى المدارس.
حيث إنه تطفأ الإضاءة ويقفل التكييف لأجل أن يخرج المعلمون من المدرسة.
فيا ليت كاتبنا العزيز أن يردف مقاله بمقال: (لماذا لا يحب معلمونا مدارسهم؟)
ناصر بن عبد العزيز اليوسف
ثانوية الأمير سلمان بن محمد - الدلم |