قرأت استطلاع يحيى الحربي بصفحة جزيرة النشاط بمجلة الجزيرة الأسبوعية العدد 106 الصادر يوم الثلاثاء 10 من شوال 1425هـ عن السهر في رمضان وغيره ، وذكر ان ذلك مدعاة لإضاعة أداء الصلوات في أوقاتها ومعاناة للموظف والمعلم والطالب في النهار .. وذكر ان الحل هو النوم المبكر والتوعية بمضار الشهر لمحاربة هذه الظاهرة ، وأقدر طرح الحربي والآراء التي رواها عن الطلاب والمرشد الطلابي سعد الرشيد.
واحب ان أضيف أن تأخير بدء الدوام والدراسة ساهم في هذا السهر في رمضان ، فلو كانت البداية عادية لما مهدنا الطريق أمام أولئك للسهر ، ولعل تجربة صيام السبت من شوال تمر بسلام رغم طول فترة العمل ، ومع ذلك نعمل مبكراً وننام مبكراً وكأن شيئاً لم يكن ، ورغم اختصار الدراسة والعمل في رمضان تأتي المعاناة من تأخير البدء ، فتنقلب أوضاع الناس رأساًعلى عقب ..
ولقد صمت خارج الوطن قرابة خمس رمضانات والدوام كالمعتاد ولم يحصل ما حصل هنا ، بل على العكس ساهم في الانضباط ، فالعمل حتى أذان الظهر ثم ننصرف لصلاة الظهر ثم النوم لحين العصر ، وبعد العصر نذهب لقضاء الحوائج ، حتى ربة البيت العاملة هناك لا تعاني ما تعانيه العاملة هنا ، فكيف تقوم بإعداد وجبة الإفطار بعد العصر أم تنام وتدع ذلك للخادمة ؟!
بل ان النوم في الظهيرة يساهم في قيام الليل للتعبد والقيام مبكراً لتناول وجبة السحور وصلاة الفجر ، أمَّا إذا نام الشخص متأخراً فقد يقع في المحذور وتدني المستوى الدراسي ويصل الأمر الى فوات الكثير من الطاعات ، فحبذا ان تبقى الدراسة كالمعتاد والعمل كذلك خمس ساعات كافية لأن تجعل الأداء رائعاً في ظل الشهر الكريم وتساهم في تنظيم الوقت كما ذكرت ذلك مسبقاً.
ولعل إجازة رمضان الخاصة بعيد الفطر هذا العام جاءت مناسبة جداً للجميع ، حيث استفاد منها الجميع في حضور صلاة التهجد وزادت النسبة عن الأعوام السابقة ، وكان وقعها ايجابياً على الأسرة فبدء الإجازة في 20 رمضان جاء مواكباً الحدث ومساهمة في راحة الصائم القائم .. انني عبر هذا المنبر اطرح الأمر بين يدي المسؤولين للوصل الى دراسة متأنية تحقق الأهداف المرجوة ، وتوصل الى الفائدة التي تعود على المواطن .. فقد أجاد الرشيد في قوله (تغيير نظام الدوام في رمضان شجَّع على السهر في الليل) ، فهو الخبير الذي استطاع الوصول لهذه المعلومة من خلال تجاربه مع الطلبة .. فلماذا لا يوجد لدينا استشعار بقيمة الوقت وأهميته ؟ ولماذا ضعف الرقابة الذاتية والأسرية في شهر كرمضان المبارك ؟ لذا كان لزاماً على المهتمين ان ينتبهوا الى الوضع وان يضعوا حداً له بجعل الدوام كالمعتاد لنساهم في تنظيم الوقت وزيادة التحصيل العلمي والوظيفي ، ويكون العمل في رمضان مثالا يحتذى به بدلا من كثرة التذمُّر والتأفف والمطالبات المتكررة بإيقاف الدراسة .. والله من وراء القصد.
حمد بن عبد الله بن خنين/ الدلم |