من النعم الجليلة على الإنسان من الله سبحانه وتعالى نعمتا السمع والبصر اللتان نوّه الله بهما في كتابه العظيم في قوله تعالى: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } وحول هذه القضية يؤكد الدكتور صادق الهلالي في بحثه عن السمع والبصر. ان كلمة السمع ومشتقاتها (148 مرة) وحيثما ذكرت كلمة السمع في القرآن الكريم دلّت على سماع الكلام والأصوات وإدراك ما تنقله من معلومات.
بينما لم تدل كلمة البصر على رؤية الضوء والأجسام والصور بالعينين إلا في (88 مرة فقط) إذ إنها دلّت في باقي المرات على التبصر العقلي والفكري بظواهر الكون والحياة، وقال: إن تقديم القرآن الكريم لحاسة السمع قبل البصر في كل آية تقريباً لابد أن هناك سبباً لم نعرفه بعد ولكن لو تبصرنا في الحقائق العلمية الحديثة في علوم الأجنة والتشريح أصبح لدينا الإجابة التي تدل على مدى الإعجاز العلمي في الآيات الكريمة.
ومازلت أتذكر قبل عدة عقود أمنية لسماحة الشيخ الجليل عبدالله بن حميد -رحمه الله- والد معالي الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى وخطيب وإمام المسجد الحرام- حفظه الله- حيث تمنى سماحته من الله تعالى: (أن يعيد له بصره ثانية واحدة ليرى كيف خلق الله الإبل) لقول الله تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} ليتضح لنا نعمة البصر والأبصار في أمنية شيخنا- رحمه الله-.
|