في هذا العصر الذي تتوالى فيه التطورات، وتتسارع فيه التحديات، وتتسع به آفاق الفعل وردة الفعل، في هذا العالم الذي يموج بالتغيرات على مختلف الصعد والمستويات، تهتم المرأة في تحمل مسؤولياتها، وأخذ دورها الحقيقي في بناء المجتمع.
والمرأة السعودية أمام كل هذه التحديات لابد من أن تسير في ركب التغيير، وأن تركب موجة التطوير، وأن تسهم بكفاءة واقتدار في بناء المجتمع السعودي، وتثبت أن لها دوراً حقيقياً فكرياً وعملياً، يؤدى من خلال الممارسة العملية الى بناء المؤسسات الاجتماعية، وتطوير البناء الثقافي والسياسي والاقتصادي لوطنها.
واذا كانت نهضة الأمم تقاس بمدى مشاركة المرأة في صنع حضارتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فإن المرأة السعودية بخاصة تواقة الى الاسهام في هذه الحضارة، خاصة وانها تمتلك تفوقاً واضحاً في التعليم، ولديها القدرة المعنوية والعلمية على المشاركة التنموية الكاملة، وما يؤكد ذلك مشاركتها في مختلف الندوات والملتقيات وورش العمل، والتي تنصب بشكل مباشر على مناقشة واقع المرأة السعودية ودورها في المجتمع وصناعة المستقبل، بما لا يتعارض مع القيم الإسلامية التي أتاحت للمرأة المسلمة منذ أربعة عشر قرناً المشاركة السياسية جنباً الى جنب مع الرجل، فمشاركة المرأة مع الرجال في ظل الظروف والتحولات المعاصرة، بحاجة الى شرعية وطنية جديدة، من خلال الإصلاحات السياسية، وتوسيع المشاركة السياسية، مما يساهم بدوره في الاستقرار السياسي في الوطن العربي، وتثبيت العلاقة الديمقراطية بين الإدارة العليا والمجتمع في الوطن، والذي هو بحاجة الى المرأة الواعية والمتمسكة بمبادىء دينها ووطنها، وهذا لن يؤكده إلا اعتبارها السياسي، والذي يعتبر بوابة انجاز مفهوم المواطنة، والإنجاز الاصلاحي في عملية البناء والتطوير، ولم يمنع الإسلام تلك المشاركة بل أكد عليها باعتبارها مساواة أمرت بها الشريعة الإسلامية.
إن المرأة السعودية تواجه اليوم تحديا عليها مواجهته، والاستعداد له بمختلف الوسائل، غير انها تظل في حاجة الى تفهم حاجاتهم وشؤونها، ما يساعدها على التغلب على ما يعترض سبيلها من صعوبات.
كل المعطيات تدل على أن المرأة السعودية جزء من المسيرة نحو الاصلاح، ولكنها لا تزال تتبين خطاها نحو الوصول الى هدفها الأسمى المتمثل في المشاركة التامة في مختلف الشؤون- نعم لقد حصلت على حقها في التعليم والعمل الوظيفي والاجتماعي، لكنها لا تزال مغيبة في العمل السياسي وعملية صنع القرار، مع انه لا يوجد أي مانع يحول بينها وبين ذلك، إلا إذا أدخلت لعبة قفز الموانع في اللعبة السياسية العالمية.
وتاليتها؟!!!!!!
|