** تقودك نظراتك عادة وحالتك النفسية وحجم إحباطاتك إلى تتبع كل الأشياء المشابهة.. كل الخيبات المتماثلة.
وكنت مشغولة بفألي وركضي ونظارتي البيضاء.. التي سقطت مني فجأة وأهدتني الانتخابات البلدية وعدم سماحها للمرأة بالترشّح أو التصويت نظارة سوداء قاتمة.
وبوصلة تقودني إلى حيث مواضع الإهمال والتهميش.
** في أمسية القصة الجميلة التي أقامها نادي القصة مساء الأحد الماضي كان كل شيء مفرحاً.. ناشراً للعذوبة.. حيث تأتلق الكلمة وتستحيل إلى سحائب شاهقة بالودق.. لكنني وفي أثناء تلاوة المذيعة وفاء بكر يونس لنبذة مختصرة عن تاريخ النادي توقفت بغصة عند تاريخ بدء هذا النشاط.. 1399هـ وأول أمسية نسائية يقيمها نادي القصة تأتي في عام 1425هـ.
** هل يمكن هنا أن نقفز فوق غصة السؤال..
لماذا..
ولم تنج نفسي من (جلد الذات).
فلم أذكر قط أنني حاولت كقاصة أن أكتب - على الرغم من مساحة النشر المواتية - عن تغييب المرأة عن النشاط المنبري في جمعية الثقافة والفنون.
** أن تجيء متأخراً خير من ألا تجيء..
كانت محاولة فاشلة كررتها مراراً لعلي أستعيد بريق نظارتي البيضاء.. لعل هذا الحضور الكبير.. المنصت بكل دهشة لنصوص نجمتي ذلك المساء القاصتين أمل الفاران وفوزية الحربي.
** ومع شجن المدن وكفاح المسحوقين وأحلامهم التي تنفق معهم حين يموتون..
وحرائق الحب التي تندلع في قلوب النساء..
وحضور الأنثى الطافح.
في مائدة الحياة.. والعودة إلى فطرية الأشياء وأولية العلاقة ودهشتها..
ومع كلمات الفتيات الصغيرات وأحلامهن الطازجة وأسئلتهن الباحثة عن إجابة تضع القصة في أصابعهن وتجعلها تنزلق في مثل هذه المسارات تصفق لها الحاضرات ويقرأها آلاف الرجال والنساء..
استعدت حينذاك بريق الفأل من جديد..
أحتفيت باللحظة ذاتها تلك التي أضاءها بمبادرة تقدَّر له رئيس نادي القصة الأديب والروائي الأستاذ عبد الحفيظ الشمري الذي تسلَّم مسؤولية النادي قبل عامين من الآن.
كل الحاضرات انشغلن بجمال اللغة وحضور الأدب ونسين مرارة التغيّب وقرار الحضور الذي يملكه الآخرون وهن مسكونات بدفء الحلم الجميل بأن الآتي دائماً أفضل.
|