و... يبدو إن شئنا فضَّ الحجب عن تفاصيل تُحرج الأكاديمية فإنَّنا لن نُنهي هذه المداخلات، ذلك لأنَّ مجال الأكاديمية يتسع بسعة محيطها، وتتعدَّد مواقفها، وأنماطها بتعدُّد عناصرها، ومراحلها، وموضوعاتها... غير أنَّ أمانة الحرف تقتضي أن لا نغفل جانب (الأمانة) في العمل الأكاديمي، فهي أيَّ الأمانة تُفرض أن يجدِّد الأكاديمي نشاطه، وروافده، وأن يضيف على ما يُقدِّم من الخبرات، وأن يكون حيوياًَّ يقظاً مع الإضافات التي تلحق بتفاصيل مجاله، ذلك لأنَّ طبيعة كلَّ (حيٍّ) الاستمرار، وهذه الحيوية تمتدُّ لتشمل المنهج الذي ينفِّذه سواء كان هذا الأكاديمي (معلِّماً) في الفصل، أو إدارياً في المؤسَّسة, أو أستاذاً في الجامعة، أو مشرفاً أو موجِّهاً أو باحثاً في المعمل أو المكتبة.
وهذا التَّجديد هو إضافة يمكنها أن تطوِّر، وأن تغيِّر... والتَّطور والتَّغيير من سمات البشر، بل من سمات الحياة في كلِّ العصور وهما إفرازان طبيعيان للبقاء...
غير أنَّ هناك حالات من الرُّكود في كثير من المجالات الأكاديمية ركود إداري لا يقوم العمل في المجال الإداري إلاَّ على أنظمة وآليات مكرَّرة، معتمدة على أوراق زخرفت بما يسمَّى (لوائح) وزادت تعقيداً حين يكون المسؤول عنها أحادي النَّظرة، غير قادر على بلورة الموقف حسب الحاجة، أو تجاوز المأزق بقوة البصيرة، ونفاذ القرار... وفي هذه النَّقطة يمكن الحديث دون حرج، ولا أحسب أنَّ هناك ما يمكن أن يوقف تياراً يستمدّ من هذا الرَّافد!!
وهناك ركود في الأنظمة التي تعرقل بعدم مرونتها من جهة وبعدم إسنادها إلى من يأخذ بها إلى التَّطبيق في يسر وفهم وقدرة على الاحتواء دون مساس بجانب الاستمرار دون الجمود...
وهناك ركود في طرائق تنفيذ مناهج التَّعليم على أيدي غالبية من تسند لهم مهامُّ التَّعليم ممَّن يكونون مؤهلين (دراسياً) غير أنَّهم ليسوا مؤهلين من حيث القدرات والشَّخصية وآليات الصِّفات البشرية المناسبة لهذه المهنة..
* فالرُّكود من الأمور التي تعكس على السُّلوك جموداً يحرج الأكاديمية بشيء غير قليل من الإحراج ذلك لأنَّه الحجر الصَّلد أمام ما يتطلَّع لها من التَّفاعل والإنتاج والإبداع.
|