* إسلام آباد -و ا س:
اعتبر معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد ان من اكبر المشكلات التي تواجه السلام العالمي اليوم هي ظاهرة الارهاب والتي تثبت يوما بعد يوم حاجة العالم للتآزر وتكثيف الجهود وتوحيد الرؤى لاستئصال هذه الظاهرة الخطيرة.
وقال معاليه في كلمة ألقاها امس في اعمال الاجتماع الخامس للاتحاد الآسيوي للبرلمانات من اجل السلام الذي افتتح بإسلام اباد ان من ابرز الاشكاليات التي تواجه طرق معالجة ظاهرة الارهاب التأخر حتى الآن عن الوصول إلى تعريف واضح ومحدد لمعنى الارهاب مما فتح المجال واسعا لاجتهادات غير موفقة بسببها اضطهدت الشعوب وانتهكت الحقوق وفرقت القوانين الدولية تحت ستار دعوى مكافحة الارهاب.
وطالب معاليه بالنظر في الاسباب والعوامل التي ادت إلى ظهور ظاهرة الارهاب سواء تعلقت بالاوضاع السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية او ممارسات غير اخلاقية تتعرض لها بعض الشعوب مؤكدا ضرورة ان تكون هذه المعالجة في اطار جماعي وقانوني ومن خلال هيئة الامم المتحدة ومنظماتها المتخصصة.
وجدد معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح ابن حميد التأكيد على وقوف المملكة الدائم مع الاسرة الدولية في مجال مكافحة ظاهرة الارهاب والتي عانت منها المملكة كثيرا مشيرا إلى ان من ضمن هذه الجهود اعلان المملكة عن تنظيم مؤتمر دولي عن الارهاب سيعقد بمشيئة الله في شهر فبراير من العام القادم وقال (يأتي ذلك ايمانا من المملكة بأهمية توحيد الرؤى وتوثيق التعاون بين الدول لصد هذه الظاهرة والقضاء عليها وتتويجا لجهودها المتواصلة في مجال مكافحة الارهاب).
ورأى معاليه انه لا يمكن فصل مسألة الامن عن اهتمامات البرلمانيين حيث لا يمكن اغفال ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتهديد وتخريب وتشريد من قبل الآلة الحربية للاحتلال الإسرائيلي التي تمارس انواع التدمير بحق هذا الشعب الذي يناضل من اجل حريته وكرامته واقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف في تحد كبير للقرارات الدولية وفي ظل صمت غير مبرر من قبل المجتمع الدولي الذي ان لم يتحرك فإن الوضع سيزداد سوءا وسيجعل فرص السلام اشبه بالمستحيلة.
وأشار معالي الدكتور صالح بن حميد إلى ما يعانيه الشعب العراقي الشقيق من فقدان للامن من خلال مناظر الدماء وسلسلة التدميرات المتواصلة التي انهكت هذا الشعب وعرقلت مسيرته نحو بناء وطن حر وموحد اضافة إلى ما تتعرض له المدن والاحياء السكنية من قصف بشتى انواع الاسلحة من قبل قوات الاحتلال مما يعد خرقا للمواثيق الدولية. ودعا العراقيين للوقوف صفا واحدا لتحقيق الامن والسلام والحفاظ على وحدتهم الوطنية كما دعا قوات الاحتلال إلى ايقاف اعتداءاتها على المدن والاحياء السكنية واحترام قواعد القانون الدولي وتمكين الامم المتحدة من القيام بدور أكبر لمساعدة العراق.
وعد توطيد الامن والسلام مطلب شعوب الارض قاطبة والغاية التي تسعى إليها الدول كلها لان الإنسان لا يمكن ان يقوم بدوره في الحياة ويسهم في التنمية ويباشر عملية البناء ما لم يجد الامن ويشعر بالامان وقد بات العالم اليوم أشبه بالقرية الصغيرة يتأثر اقصاه بما يصيب ادناه ايجابا وسلبا.
واختتم رئيس مجلس الشورى كلمته معربا عن امله في ان يعزز هذا الاجتماع فرص التعاون بين مختلف البرلمانات وليبحث في جو من الشفافية كل ما من شأنه ان ينشر الاستقرار في العالم.
وفي الختام قدم معاليه الشكر للبرلمان الباكستاني على جهوده في تنظيم هذا الاجتماع وحسن الضيافة.وكان دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية شوكت عزيز قد افتتح فعاليات هذا الاجتماع الذى تستضيفه العاصمة الباكستانية (اسلام اباد) على مدى اربعة أيام بكلمة عبر فيها عن عميق امنياته بأن يتحقق لهذا الاجتماع الآسيوى للبرلمانيين التوفيق والنجاح في ظل النجاحات المتواصلة المتحققة لكل التجمعات الاقليمية والدولية في العالم.
وطالب البرلمانيين بأن يواصلوا جهودهم ومشاوراتهم للمساهمة في بناء مجتمعات آمنة في احدى اكبر قارات العالم.كما ألقى رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية أمير حسين كلمة رحب فيها بحضور الاجتماع الخامس للاتحاد الآسيوى للبرلمانات من اجل السلام ودعا إلى مزيد من العمل والتشاور بين اعضاء الاتحاد لخلق مزيد من الاجواء الايجابية لايجاد سلام شامل وعادل وحلول متكاملة لكل النزاعات في قارة آسيا.
بعد ذلك سلم رئيس البرلمان الفلبيني الرئيس السابق للاتحاد هوزيه ديفنيشيا رئاسة الاتحاد لرئيس الجمعية الوطنية الباكستانية الرئيس الحالي للاتحاد. عقب ذلك تواصلت كلمات الوفود حيث سيبحث الاجتماع عبر لجانه المتخصصة على مدى أيام انعقاده عدد من الموضوعات التي يأتي في مقدمتها قضايا الامن والسلام والتنمية في قارة آسيا من خلال التعاون البرلماني.
حضر حفل الافتتاح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان علي عواض عسيري والوفد المرافق لمعالي رئيس مجلس الشورى.
|