البرلمان يناقش سحب الثقة من رئيس الوزراء يانوكوفيتش
المعارضة ترفع الحصار عن مقر الحكومة الأوكرانية.. وصباح هادئ في كييف

* كييف - الوكالات:
رفع متظاهرو المعارضة الأوكرانية أمس الثلاثاء الحصار الذي كانوا يضربونه على مقر الحكومة في كييف منذ الأسبوع الماضي، وقال أحد المتظاهرين أمام مقر الحكومة: إن زعيم المعارضة فكتور يوتشينكو (أمر بالسماح بدخول موظفي الحكومة إلى المبنى. فالأجور ورواتب التقاعد يجب أن تُدفع). إلى ذلك عقد البرلمان الأوكراني أمس الثلاثاء جلسة استثنائية لمناقشة سحب الثقة من رئيس الوزراء الحالي فيكتور يانوكوفيتش.
وذكر تلفزيون (بي بي سي) الإخباري البريطاني أن موافقة البرلمان على سحب الثقة من حكومة يانوكوفيتش ستزيد من الضغوط المطالبة بإعادة الانتخابات أو جزء منها على الأقل، مشيراً إلى أن زعيم المعارضة فيكتور يوتشينكو قد بدا واثقاً من أن أغلبية النواب سيصوِّتون لصالح سحب الثقة من يانوكوفيتش الموالي لروسيا.
وأضاف التلفزيون البريطاني أن يانوكوفيتش يخضع حالياً لضغوط شديدة، الأمر الذي دفعه للإعلان عن أنه قام بإرسال عائلته خارج العاصمة كييف لتجنب تلك الضغوط.وكانت المحكمة الدستورية العليا في أوكرانيا قد بدأت جلساتها أمس الأول الاثنين للنظر في الطعون المقدمة من جانب المعارضة في شرعية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الحادي والعشرين من شهر نوفمبر الجاري. ويبدو أن إجراء انتخابات جديدة بشكل ما في أوكرانيا أصبح أكثر احتمالاً.وأبدى ليونيد كوتشما الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته تحولاً في موقفه، وساند إجراء انتخابات جديدة لإنهاء المواجهة التي تهدد بتمزيق البلاد.
وأصابت الاحتجاجات الحاشدة الحكومة بالشلل، غير أن وزير المالية ميكولا أزاروف قال: إن النظام المصرفي قوي لدرجة تسمح بالتصدي للأزمة، بينما حذَّر البنك المركزي من تهافت على سحب الودائع، وتعهَّد بتلبية الطلب المتزايد على السيولة. وبدأ أنصار مرشح المعارضة فيكتور يوتشينكو التجمع مرة أخرى في وسط العاصمة الأوكرانية كييف التي غطَّتها الثلوج المتساقطة خلال الليل. وفي الصباح الباكر بدت أعدادهم أقل من الأيام السابقة، وظلت المتاريس التي تُغلق الطريق الرئيسي في مكانها.
وفي مسقط رأس رئيس الوزراء بشرق أوكرانيا، وهي المنطقة التي ترى أن مستقبلها مرتبط بروسيا، أدان متظاهرون غاضبون جهود إلغاء النتائج الرسمية.
وتعدُّ تصريحات كوتشما تنازلاً ليوتشينكو الذي سبق أن انتقده لتحريضه على العنف وتنظيم احتجاجات حاشدة في الشوارع بادِّعائه أن التزوير حرمه من الفوز بالرئاسة.وقال كوتشما لزعماء إقليميين في حضور يانوكوفيتش: (إذا أردنا حقاً الحفاظ على السلام وتوافق الآراء وبناء هذا المجتمع الديمقراطي العادل الذي تحدثنا عنه كثيراً وفشلنا في تحقيقه بالأساليب القانونية فلتكن هناك انتخابات جديدة).وجاءت تصريحات كوتشما بعد محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي كولن باول ورئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكننده الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وانتقدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الأسلوب الذي جَرَتْ به الانتخابات الأوكرانية، بينما أيَّدت روسيا يانوكوفيتش في حملته ضد يوتشينكو الذي يريد التقرُّب تدريجياً من أوروبا الغربية.
ما زالت المظاهرات السلمية من قِبَل أنصار المعارضة مستمرة في العاصمة الأوكرانية صباح أمس الثلاثاء في اليوم العاشر للاحتجاجات بشأن الانتخابات التي جَرَتْ في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري التي يُزعم أنها شهدت عمليات تزوير واسعة النطاق.وكان عدد الحشود المؤيدة لرئيس البنك الوطني السابق فيكتور يوتشينكو قد بلغ عشرات الآلاف؛ أي أقل بشكل واضح مما كان عليه الأيام السابقة، وما زال إغلاق المباني الحكومية الذي استمر خمسة أيام من قِبَل المحتجين في كييف مستمراً.