* بغداد - د. حميد عبد الله:
روى شهود عيان خرجوا أحياء من مجزرة الفلوجة بعضاً من جرائم قوات الاحتلال في المدينة. وأوضح هؤلاء الشهود عبر الهاتف أن قوات الاحتلال لم تسمح بنقل الجرحى أو المرضى أو كبار السن بل تتركهم حتى يموتوا أو يقتلوا بأيدي الجنود الأمريكان.
وقال حسن العلي سائق إحدى سيارات الإسعاف في الفلوجة: لقد اضطررت أن اترك سيارة الإسعاف التي كنت انقل فيها الجرحى بعد أن تيقنت أن قوات الاحتلال قد استهدفتها موضحاً انه استخدم بدلاً عنها شاحنة صغيرة لينقل بها أبناء مدينته من الجرحى إلى بيوت بعض الأطباء التي تحولت إلى مستشفيات صغيرة بعد أن تم قصف المستشفى العام.
أما الطبيب محمد صدقي فيقول لقد فتحنا مقراً بديلاً للمستشفى الذي قصفته القوات الأمريكية وكان المقر الجديد عبارة عن مستوصف صحي في الحي العسكري وقد جهزناه بما تيسر من مستلزمات طبية لكن القوات الأمريكية قصفته ودمرته بالكامل يوم 9 نوفمبر الحالي وقد قتل خلال القصف عدداً كبيراً من الأطباء والموظفين. وتقول السيدة جليلة (أم عمر) إن ابن أختها قد جرح وظل ينزف أمام منزلها ولم تستطع إنقاذه حتى جاءت إحدى الدبابات الأمريكية وداست عليه بسرفها أمام عيني خالته.
وقالت أم عمر: وعندما حاولت أن اخرج من الفلوجة أنا وأخي قاموا باختطافه من بين يدي رغم انه مريض ومقعد ويبلغ من العمر اكثر من 50 عاما وقد حدث هذا أمام عدد من الصحفيين الذين سمحت لهم القوات الأمريكية بتغطية أحداث الفلوجة ولم يستطع أحد من الصحفيين أن يحتج أو يرفع صوته استنكارا.
من جانبها أوضحت مسؤولة الإعلام في منظمة الهلال الأحمر العراقي فردوس العبادي أن المنظمة حاولت إسعاف اكثر من 157 عائلة ظلت داخل الفلوجة لكن القوات الأمريكية لم تسمح بذلك وعندما وصلنا للمخيم كنا متأخرين كثيراً حيث ماتت سيدة عراقية مع جنينها في مخيم النازحين غرب الفلوجة إثر تعرضها لحالة إجهاض مفاجئة بسبب الخوف والقلق والظروف الصعبة التي مرت بها ومات صبي آخر بلدغة ثعبان وكان من المكن إنقاذه بسهولة في الحالات الاعتيادية.
|