صفحتان ملونتان.. رصعت عباراتهما بدقة..
وشُكِلت دلالتهما الدعائية بحرفية عالية..
اشتملتها كل صحفنا المحلية.. في الآونة الأخيرة.. تؤازرها..
لوحات دعائية.. نُصبت في الميادين والشوارع..
إشارة إعلامية للانتخابات البلدية.. كما هي آلية كل الحملات التوعوية..
بدءاً من اسبوع المرور.. وليس انتهاء بيوم المعلم واسبوع النظافة..
عبارات مصاغة بقدرة انشائية فائقة.. ومختصرة بمهارة اسلوبية..
بغية تكريس وعي ما.. (بقضية ما..!)
هكذا ألفناها.. ولم تستطع أن تغرس فينا وعياً
باحترام آداب المرور.. أو تقدير المعلم أو الاهتمام الشجرة!
لتأتي (الانتخابات البلدية) على ذات المنوال وتهبط فجأة.. تستجدي تفاعل من يشكلون
مفردات دوائر الانتخاب.. وتطالبهم بالتسجيل.. بمعنى.. (الفوز برقم وبطاقة)..!
فأين المرجعية الواعية بثقافة الانتخاب وبعده الوطني
وضرورته.. وتفاصيله.. وأثره على الممارسة الاجتماعية؟
أين الوعي بأهمية صوت (الفرد) واستقلاليته؟
والوعي.. بقيمة الاشتراك في مشروع
(وطني).. لم يؤسس له في أذهان الناس (إدراك)
وإلمام بجدواه وأهميته؟.. أين القناعة بوجود (مشترك) وطني..
يجعل الأفراد (يجمعون) وبإيمان وقناعة ذاتية..
على أن هذا المرشح أو (ذاك).. الأحق بتمثيلهم..
والأجدر بصياغة مطالبهم.. والوعي باحتياجاتهم..
بعيداً عما انطوت عليه قناعاتهم من العصبية العشائرية والولاءات المناطقية الضيقة..!
أين هو مفهوم المجتمع (المدني) إزاء هذه التجربة الحضارية؟
في ظل (الارتهان) لثقافة (الدعاية).. بدل ثقافة المؤسسات
والتدرج الواعي في التأسيس لأرضية المشاركة الشعبية..
وجدوى العمل الجماعي وترسيخ قاعدة (لها) في الوجدان العام؟
|