في مثل هذا اليوم من عام 1970 صدر قرار الأمم المتحدة رقم 649 الذي نص على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
فلكل شعب من الشعوب حقوق ثابتة أقرتها قواعد القانون الدولي المعاصر أهمها هو حق هذا الشعب في تقرير المصير والسيادة على أرضه والعيش بحرية وكرامة على أرض وطنه وحقه في التصرف بثرواته الطبيعية. ولعل الشعب الفلسطيني يختلف عن معظم شعوب العالم نظرا لما عاناه من طرد من وطنه ومن احتلال لما تبقى من أرض هذا الوطن وتبعا لذلك فإن لهذا الشعب حقوقاً أخرى ثابتة غير قابله للتصرف وفق ما أقرته (الجماعة الدولية) ممثلة في عشرات القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وأهم هذه الحقوق هي: حقه في إنشاء دولة مستقلة على أرض وطنه وذلك تجسيدا لحق تقرير المصير وحق اللاجئين في العودة إلى وطنهم وديارهم واستعادة أملاكهم أو التعويض عن تلك الأملاك التي يصعب إعادتها إليهم والتعويض عما لحق بهم من أذى وضرر وآلام. زيادة على ذلك فإن لهذا الشعب الذي احتلت أراضيه الحق في مقاومة الاحتلال وفقا لنصوص وقواعد القانون الدولي المعاصر. وتعتبر هذه الحقوق الأساسية المذكورة أعلاه حقوقاً غير قابلة للتصرف أي أنه لا يجوز لأحد سواء كان من أبناء الشعب الفلسطيني أو خلافه، ومهما كانت صفاته أو مكانته أو مركزه القانوني أن يتصرف بكل هذه الحقوق أو ببعضها أو بأي جزء منها. وسبب ذلك يعود إلى كون هذه الحقوق هي حقوق قانونية ووطنية ثابتة لهذا الشعب بموجب قواعد آمرة في القانون الدولي العام، وكذلك في القانون الدولي الإنساني، وأي تصرف بأي منها أو بأي جزء منها من ذلك الحق إنما يعتبر باطلا وكأنه لم يكن. ولا بد في هذا الصدد من الإشارة إلى أن أية تسوية سلمية لا بد أن تأخذ بعين الاعتبار هذه الحقوق الثابتة المشار إليها أعلاه وذلك بالرجوع إلى الشعب الفلسطيني وأخذ رأيه في أي من المواضيع المطروحة للتسوية والحل، خاصة إذا تعلق الأمر بأحد الحقوق المذكورة. وخلافا لذلك فإن أي اتفاق حول أحد الحقوق المشار إليها انما يعتبر باطلاً. وقد نشأ حق تقرير المصير للشعوب نتيجة لما عانته عشرات الشعوب في أوروبا، وخاصة في وسط القارة وشرقها وجنوبها الشرقي، من استعمار استيطاني وضم الأراضي عدداً من شعوبها من قبل الإمبراطوريات الكبيرة خلال قرون عديدة، ثم نتيجة انتشار الاستعمار الاستيطاني في دول العالم الثالث بعد غزو الأوروبيين للعالم الجديد، ومن ثم لإفريقيا وآسيا، وانتشار الاستعمار وسيطرة الدول الاستعمارية التقليدية على عشرات الشعوب وعلى أقاليمها وثرواتها لفترة طويلة من الزمن. (احترام مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.
|