يطرح عليَّ بين الفينة والأخرى سؤال محدد من بعض القراء الأعزاء يتمحور في الكتابة الدائمة والمستمرة من قبلي حول أمور الحكام والتحكيم وأن (روح القانون) دائماً وأبداً لا تخلو أسبوعياً من المواضيع التحكيمية.. فيما تعلن خلوها خلواً واضحاً للعيان في مجال المواضيع الرياضية العامة.. وما هو السبب الكامن وراء هذا التوجه؟ وهل السر هو الغيرة؟! أم حب الظهور؟! أم (.....؟).
أقول للإخوة الكرام إنه لا يوجد سبب يكمن في تركيزي على مواضيع تتعلَّق بالحكام والتحكيم والتطرق لها إلا ارتباطي وتعلقي بهما لدرجة أنني أستمددت اسم الزاوية (روح القانون) من أدوات ومفردات التحكيم والحكام!! وهذا دليل شاهد على عمق الارتباط من خلال عشرة تجاوزت العقدين من العمر كنت معها مزاولاً.. ومراقباً.. ومحاضراً.. وأعتقد، بل أجزم أن هذه الملازمة الطويلة هي السر الكامن.. والسبب الأوحد في ديمومة الكتابة عن الحكام والتحكيم وهمومه وشجونه.. ولا أظن أنه يغيب عن ذهن القراء أن (الجزيرة) عندما فتحت صفحاتها لي إنما تبحث عن الكاتب والناقد المتخصص لإرضاء قرائها وإثرائهم وتنوّع مشاربهم القرائية.. وأرجو أن أكون عند حسن الظن. كما أن (روح القانون) لا تخلو من الرؤى والطروحات لمختلف الأحداث الرياضية وغير الرياضية.
أما أنني أطرح الهموم التحكيمية نكاية (بزيد) أو تحاملاً على (عبيد).. أو تصيّداً ل (عمرو)!! فهذه يعلم الله أنها ليست من رغباتي الذاتية وهي نظرة قاصرة.. وحكم ظالم جائر.. تجاوزه التفكير وعفا عليه الزمن!! وهذا الظن السيئ لا يمكن أن يثنيني عن الاستمرار في الكتابة عن الحكام والتحكيم بما أراه من وجهة نظر خاصة.. قد لا تكون بذات أهمية في نظر البعض وبذات أهمية لدى البعض الآخر!! وها أنا أعود للكتابة عن الحكام بمناسبة الحديث دائماً حول ضرورة تطبيق نظام الاحتراف، حيث يطرق مسامعنا وتتصفح أعيننا المطالبة باحتراف الحكام وأن احترافهم من أهم سبل تطورهم.. وعنصر الاحتراف عنصر مهم لا يختلف عليه أحد لما فيه من عوامل عدة تساعد على ارتفاع مستوى الحكم، فالاحتراف يعني تفرغ الحكم لهوايته أو موهبته الفطرية في سبيل كسب مادي يفوق ما يكسبه من المدخول العام للوظيفة الحكومية أو العمومية على أساس أن عملية الاحتراف فترة زمنية محدودة للتفرغ لأداء عمل ومهمة تتطلب قوة ومهارة في زمن عمري قليل يتقلص، بل يتوقف بتقدم العمر أيضاً!!
وكما لا يخفى فإن معظم الحكام من أصحاب الشهادات المتخصصة المؤهلة لوظائف جيدة المداخيل مداخيلها ربما تلامس السقف الأعلى لراتب اللاعب المحترف بنظام الاحتراف المحلي.. بالإضافة إلى أن وجود الموظف على رأس العمل الوظيفي يعني زيادة الراتب والخدمة الوظيفية وبوجود هذه الفرص الوظيفية الحسنة والمميزات المغرية فإنه يتعذّر قبول أي إنسان أن يتفرغ بدون حوافز ورواتب مجزية تفوق المداخيل الوظيفية كضمان مبدئي، أما الضمان المستقبلي الأهم فيتمثَّل في مداخيله بعد نهاية حياته التحكيمية كيف سيكون وضعها.. ولا سيما أن الحكام ليس لهم في الإعلانات واستثماراتها نصيب مما جعل الاتحاد الدولي (فيفا) يتردد في خوض تجربة احتراف الحكام فما بالنا بالاتحادات الأهلية!! بيد أننا يجب أن لا نفتر ولا نمل من محاولة العمل على تفريغ الحكام من أعمالهم مع تعويضهم عن ما سيفقدونه بمكافأة مقطوعة كل شهر.. أو العمل على إحداث وظائف بمسمى حكم تتبع لديوان مقام رعاية الشباب على أن تكون للحكام المبرزين.. والله المعين.
تناتيف
** دعت وزارة الصحة البريطانية إلى منع الدعايات التي تتعلَّق بالمأكولات السريعة وعرضها عبر القنوات التلفزيونية في الأوقات التي تسبق وتلي برامج الأطفال نظراً لما تسببه هذه الوجبات من سوء التغذية للأطفال وبالتالي ضعف نموهم الجسدي والعقلي. وقد حذَّرت الوزارة القنوات باللجوء إلى اتخاذ إجراءات أشد في حال عدم التعاون بالاستجابة بينما الشركات لدينا تقذف (بالبروشور) من تحت الأبواب!!
** لفت نظري أحد الزملاء إلى أن القانون الذي يحمل في طياته أخطاء مطبعية هو من إعداد الاتحاد الآسيوي وليس من إعداد لجنة الحكام لذا لزم التنويه والاعتذار.
** لماذا لا تكون بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد تحت سن 23 مخصصة للمدربين الوطنيين لزيادة الاهتمام بهم من قبل الأندية وإيجاد جيل من المدربين الوطنيين المؤهلين ولا سيما أن الاتحاد السعودي يقيم دورات متعددة شبه سنوية للمدربين.
** أعان الله لجنة تطوير الحكام فهي (كالمشجب) يعلّق عليها من لم يطور عمله.. سوء عمله!!
** الشكوى التي ينوي الاتحاد الكويتي لكرة القدم تقديمها للاتحاد الدولي بخصوص التجاوزات في مباراة الصين وهونغ كونغ في تسهيل مهمة التسجيل من قبل المدافعين وحارس المرمى وكادت تتسبب في تأهل الصين بفارق الأهداف يجعلني أطالب بعدم العمل في المسابقات والتصفيات بفارق الأهداف.. خاصة أن المنتخبات الآسيوية مقبلة على تصفيات مهمة للتأهل لكأس العالم.
** فوز الاتحاد غداً على فريق سيونغنام الكوري بأي نتيجة سيفسد الفرح الكوري بالبطولة وسيكدر صفوها!! وسيلطف الأجواء الاتحادية نوعاً ما.
** اختبارات (كوبر) للحكام لا تمثِّل أهمية للمسئول عن الحكام إلا في البطولات المجمعة أو في بداية الدوري أو بعد توقف طويل.. أما في المنافسات المحلية فيستطيع أي مراقب مقتدر اكتشاف مقدرة الحكم لياقياً من خلال قيادته لأي مباراة.. والمباريات هي المحك الحقيقي لمقدرة الحكم في مختلف الجوانب اللياقية من سرعة ومرونة وتحمل غيرها.
** أحسن صاحب السمو الملكي الأمير محمد العبد الله الفيصل صنعاً عندما أعلن توقف دورة الصداقة بعد الجهود الجبارة من سموه في الثماني السنوات الماضية في سبيل استمراريتها والاستفادة منها.
** الأخ سعيد باعامر يسأل: هل رمية التماس يحتسب فيها تسلل، حيث إنه شاهد في مباراة الأهلي والطائي احتساب حالة تسلل..؟ أقول للأخ سعيد إن رمية التماس لا يحتسب فيها تسلل بمعنى أن اللاعب إذا كان في موقف تسلل (أقرب إلى مرمى خصمه من الكرة) ووصلته الكرة مباشرة من رمية تماس يُسمح له باستمرارية اللعب.. وهذا من أسهل القرارات. أما ما شاهدته أنت فليس لي به علم، حيث لم أشاهد هذه المباراة.
|