سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد: أطلعت على ما كتبه الأخ سالم الوهبي مندوب جريدة الجزيرة بعقلة الصقور في العدد رقم 11722 وتاريخ 18-9-1425هـ بشأن المستوى الوظيفي لعميدة وموظفات كلية خدمة المجتمع بمدينة عقلة الصقور، حيث ذكر أنهن يعملن على بند محو الأمية، وهذا أمر في غاية الغرابة إلا أن البعض لا يزال متمسكاً به لأسباب غير معروفة، فإذا كان هذا هو حال عميدة ومدرسات وموظفات الكلية فما هو حال الكلية نفسها من حيث جودة الأداء ومن حيث وجودها أصلاً. وهذا ما سوف نبحثه في السطور التالية:
- على خلفية إغلاق معهد المعلمات الثانوي بعقلة الصقور قبل سنوات مضت كثر خريجات الثانوية فقام الأهالي بالمطالبة بافتتاح كلية للتربية تستوعب الأعداد المتلاحقة من الخريجات ولكن ليس ثمة بارقة أمل وعلى أثر ذلك انقسم الناس إلى ثلاثة أصناف بعد أن طال بهم الانتظار، فالقسم الأول هجر منزله وعطَّل مصالحه ورحل إلى المدن التي يوجد بها كليات وجامعات متحملاً الاغتراب ودفع الإيجارات الباهظة في سبيل اكتمال تعليم بناتهم اللواتي يطمحن إلى الاستمرار في التحصيل العلمي الذي هو حق للجميع دون الاكتفاء بالحصول على محو الأمية.
والصنف الثاني فتح سوقاً عامرة لباصات النقل الترددي مع مشقة السفر اليومي الذي يزيد على ضعفي مسافة قصر الصلاة تحت خطر الحوادث المرورية المخيفة، فضلاً عن الإرهاق والضغوط النفسية. أما الصنف الثالث فلا هذا ولا ذاك، فقد أوهنهم العجز المادي وقلة ذات اليد فبقيت بناتهم في البيوت، اللهم إلا من حالفها الحظ وتزوجت وأسدلت الستار على بقية مشوارها العلمي، ولا يزال هذا الوضع قائماً قبل وبعد افتتاح الكلية المذكورة.
وفي لفتة قامت إدارة تعليم البنات بمنطقة القصيم بافتتاح الكلية آنفة الذكر بدلاً من أن تفتتح كلية تربية للبنات وذلك بالترتيب مع مندوبية تعليم البنات بعقلة الصقور ولم يبق أمام الطالبات إلا الدخول في هذه الكلية كخيار وحيد واستمرت الدراسة بها على نحو غير مشجع وبعد التخرُّج جاءت النتيجة المرتقبة، حيث رفض ديوان الخدمة المدنية تعيين الخريجات كمعلمات ولسان حاله يقول كلية خدمة المجتمع لا تخرِّج معلمات وتربويات وإنما تخرِّج مهنيات وإداريات، وهنا يبرز السؤال التالي: هل كلية خدمة المجتمع للبنات بعقلة الصقور وضعت في المكان المناسب أم أنها مجرد سد فراغ؟ إذا علمنا أنها افتتحت في مجتمع ريفي لم يكن بحاجة إلى خريجاتها في الوقت الحاضر مع أن هذا المجتمع بأشد الحاجة إلى معلمات من هذا المجتمع ليغطين احتياج مدارسه التي لم تغط حتى الآن .وبعد هذا العرض المبسَّط المتواضع سوف استبعد الاتهامات واستحضر حسن النوايا وأناشد معالي وزير التربية والتعليم أن يتفضل مشكوراً بتتبع أماكن الخلل في مواقع المسؤولية أين ما كانت ومن ثم العمل على افتتاح كلية للتربية لبنات عقلة الصقور وما حولها من القرى والهجر.
حامد غلاب السليمي /عقلة الصقور ص ب 42 |