|
انت في "الرأي" |
| ||
وتمر الأيام مثقلات بالحزن.. مرت على كاهل الأحزان تحمل آهات وذكريات صديقي الذي رحل، واستبقى لي الأحزان زميلي عبدالعزيز بن عثمان العنقري مدير شؤون الموظفين بإدارة التعليم بمحافظة شقراء.. زميل دراسة إبان الدراسة الجامعية حيث زاملت هذا الرجل فصلاً في قسم الآثار، ورحلت إلى قسم الإعلام (صحافة) وأخيراً زميلاً في حقل التعليم.. هذا الصديق الصدوق الذي أوجعني رحيله كان يمتلك أخلاقاً عالية.. وقلباً صافياً..في هذا الزمن الموبوء بالقطيعة والجحود.. كان قد وعدني بزيارة قريبة إلى مدينتي مرات وكانت الظروف تخالفنا حتى أنها غافلتنا.. ورحل الغالي (أبو رائد)، وترك لي الحزن والدهشة.. صدقوني أنني ما زلت في حيرة ودهشة.. وأن الموت حق لا شك في ذلك.. لكن هذا الرجل الشهم الوفي لا يزال في ذاكرتي، ولن أنساه ما حييت.. بكيت على كتف والده وأنا أقبل جبينه المعفر بتراب القبر آنذاك.. وقابلته بعدئذ رابط الجأش شاكراً ومسترجعاً مما ألبسني لباس الطمأنينة.. صدقوني أن ذلك الوجه الكريم لا يزال أمام ناظري..ذلك الوجه الطاهر لا يزال ببسمته الصادقة في شاشة خيالي يجول.في إحدى عصاري الصيف الفارط كنت أنا وأولادي في شقراء، ومررت على المقبرة القريبة من السوق العتيق (حليوه).. فآثرت المرور على المقبرة وأجهش خاطري بكاء.. ودلفت إلى المقبرة وأولادي يسألونني (بابا.. وش فيه؟!) فأخبرتهم أنني سوف أسلم على أعز صديق راحل.. وأخبرتهم باسمه وتذكروه فبكوا معي عند قبره فخرجنا بالنشيج والدعاء لأبي رائد- رحمه الله- رحمة واسعة وأسكنه في عليين.. ولملمت جراحي ودموعي.. وتذكرت أولئك الذين ينظرون للدنيا بمنظار أكبر من حجم هذه الدنيا الفانية، أولئك الذين يحقدون ويحسدون الناس ويضايقون على عباد الرحمن.. فقلت كم هم مساكين.. وترحمت على الطيبة وحسن الخلق والشهامة في أبي رائد فليرحم الله عبدالعزيز العنقري الصديق الذي رحل وترك في قلبي جراح الفراق.. له منا الدعاء حينما نصبح، وحينما نمسي، وحينما أزور بيته.. والشارع المفعم بالصمت والحزن.. والكرسي في عمله إذا مررت بمكتبه بكيت من داخلي بحرقة وصغرت الدنيا بعيني، وأيقنت أن دوام الحال من المحال فليتنا نستوعب ذلك.. ليتهم يستوعبون!! |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |