* بريدة - بندر الرشودي :
نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم، ندوة (الفكر الأمني والتربوي.. رؤى وتطلعات) التي تنظمها الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم خلال الفترة من 16الى 17-10- 1425هـ وذلك صباح أمس الاثنين بمسرح مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة.
وقد تضمن الاحتفال الذي حضره عدد كبير من منسوبي التربية والتعليم ومنسوبي القطاعات العسكرية، برنامجاً خطابياً بدئ بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة ألقاها مدير عام التربية والتعليم بالقصيم صالح التويجري أشار فيها إلى أن الوطن حياة بل الحياة وطن، تحمله القلوب المفعمة بالإيمان الصادق، المستشعرة لمعاني الإشراف والحب والعطاء المنسجمة مع رسالة الكون.
فالفكر وعاء المعرفة والمعرفة عنوان الحياة، فإذا كان نسيج المعارف المكتسبة قائماً على المعطيات الحقيقية الصادقة، متجهاً نحو الأهداف السامية، جاءت الحياة مستقرة متوازنة، تسير نحو الأفضل في ظل إيجابية فريدة، ومشاركة فعالة، تجسد الدور الحقيقي للإنسان وأمانة الاستخلاف في الأرض.
وشدد التويجري في ثنايا كلمته على أن الدور يتعاظم في ظل الساحة المليئة بالمستجدات وتطرق إلى أن الجميع قادر كل في موقعه على رسم صورة مشرقة لوطننا العزيز، وسنعمل على تحقيق ذلك كجزء من واجبنا من خلال برامجنا ونشاطاتنا وفعالياتنا لتبقى الأجيال القادمة بمنأى عن مستنقعات الرذيلة ومزالق الهوى محصنة بالانتماء والولاء.
بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة بمحور الأمن الفكري واستشراف المستقبل والذي شارك فيه اللواء د. سعد الشهراني، والدكتور خالد الشريدة ورأس الجلسة الأستاذ محمد الحنايا، وقررا أحمد المهوس وقد تطرق فيها اللواء
د. الشهراني إلى مفهوم الأمن الحقيقي مشيراً إلى أنه أمر واجب على الجميع فهو غاية إنسانية تتطلب منا تأمين خلو أفكار المجتمع من كل فكر شائب، فلا إفراط ولا تفريط، مشدداً على أن الانحراف الفكري والتطرف كلاهما خطير على الأمة الإسلامية.
واقترح اللواء الشهراني تضمين المقررات الدراسية مادة خاصة بتعليم الحوار واحترام الرأي، إضافة إلى مطالبته المؤسسات التربوية بأهمية شرح الرؤية الإسلامية الصحيحة لعدد من الموضوعات الهامة.
كما تناول بعد ذلك الدكتور خالد الشريدة، مرتكزات الفكر المعتدل والتي تتمحور حول الحق انطلاقاً واستهدافاً وبناءً، مستعرضاً أسس الأمن الفكري ومصادر الخلل فيه، مؤكداً أن أفكارنا توجه سلوكياتنا.
وطالب الدكتور الشريدة وزارة التربية والتعليم بتدريس مهارات التفكير، كمقرر مؤكداً حاجة الطلاب لمثل هذه المناهج التي تثري العقل وتنمي قدراته، كما اقترح إنشاء ناد خاص بالمفكرين تطرح داخل أروقته برامج ونشاطات تستهدف جميع فئات المجتمع.
وكان المحور الأول قد تناول موضوع التربويين رجال أمن، وشارك فيه
د. تركي العطيان والمقدم د. فايز الشهري ورأس الجلسة يوسف الضالع وقررها متعب البازعي.
وقد عرف د. العطيان الأمن النفسي والفكري، شارحاً التغيرات الفسيولوجية ومراحل النمو للشخصية المراهقة وطرق التعامل معها.
كما حلل أبعاد الشخصية المتعصبة وعلاقة ذلك بالتطرف، موضحاً الآثار النفسية لعدم الشعور بالأمن النفسي والفكري، ومعدداً بعض طرق الوقاية والعلاج.
أما المقدم د. فايز الشهري فقد تناول الأهداف الرئيسية لقطاع الأمن الذي هو غاية إنسانية مؤكداً أن رجل التربية هو رجل الأمن الأول، فالتربية هي الآلية المرنة التي عن طريقها يتغير ويقوم السلوك فالأمن والتربية عملية تكاملية مشتركة تحتاج إلى عمل جبار.
ودافع د. الشهري عن المناهج مشدداً على أنها لم تغرس التطرف الذي جاء (من وجهة نظره) بفعل التغيرات الطارئة من انفتاح وغيره، مطالباً بعدم التشكيك بالمؤسسات التربوية والتعليمية وطرح الثقة فيها، مستغرباً ما يثار تجاهها من طرح غير منصف لبعض وسائل الإعلام المختلفة، فالواجب دعمها وتعزيز الثقة فيها.
وتطرق الشهري إلى أهمية تنقية الفكر الإسلامي من الأهواء والعناية بالتربية الصحيحة إضافة إلى تصحيح الصورة المترسخة عن رجل الأمن والتي رسمتها الأفلام في نفوس الناشئة.
وفي ختام الحفل تفضل سمو نائب أمير القصيم بتكريم الجهة الراعية للندوة والمشاركين فيها.
|