* دمشق - عبد الكريم العفنان:
أكد مصدر دبلوماسي تركي في دمشق أن زيارة الرئيس التركي لسورية الأسبوع القادم ستأخذ بعدا إقليميا، لأنها ستحاول رسم إستراتيجية جديدة للعلاقات بين البلدين.
واعتبر المصدر في تصريح ل(الجزيرة) أن العلاقات السورية n التركية بعد الإعلان المبدئي للرئيس التركي بإزالة سورية من الدول المهددة للأمن القومي التركي، ليست تقاسما للأدوار الإقليمية بل هي إعادة تنظيم لموقع البلدين داخل الخارطة السياسية للمنطقة ككل.
واعتبر المصدر أن الزيارة لا ترتبط بشكل مباشر بمسائل العلاقات الاقتصادية الثنائية، لأن كافة الاتفاقيات تسير بشكل جيد وهناك متابعة دائمة لها عبر لجان مختصة، لكنها تأتي من اجل التنسيق السياسي بالدرجة الأولى، بعد ان أصبحت العلاقات على المستوى التقني تسير باتجاه واضح.
وحول المسائل التي سيبحثها أردوغان في سورية قال المصدر: ان هناك قضيتين أساسيتين: الأولى متعلقة بتنسيق المواقف السياسية قبل اجتماع دول الجوار الجغرافي للعراق، حيث من المتوقع أن يتم الاتفاق على نقاط محددة بهذا الموضوع بين انقرة ودمشق.
أما القضية الثانية فهي التشاور حول ترتيب الوضع الإقليمي قبيل الانتخابات العراقية القادمة.
وركز المصدر على ان الدولتين تبحثان بشكل جدي المستقبل السياسي للعراق بعد الانتخابات، كما ان دمشق ترغب بطرح ورقة حول جدول لانسحاب القوات الأجنبية من العراق، وذلك في ضوء تسلم السلطات العراقية الجديدة لمهامها.
فهذه الورقة تعتبر مشروعا يتم التداول فيه من أجل الدخول لحل نهائي، وهي ليست ضغطا تحاول دمشق فرضه أو تحريكه ضد أي طرف مشارك في العراق.
وقال المصدر ان دمشق وانقرة تقتربان أكثر من إيجاد صيغ للتفاهم حول مجمل الأوضاع في المنطقة، رابطا بين مجمل المسائل التي تقلق البلدين، لأن عملية احتلال العراق عقدت الكثير من الأمور بحيث بات من الضروري صياغة آليات جديدة للنظر إليها.
كما قلل من أهمية الحديث عن محاور جديدة في المنطقة معتبرا أن العلاقات السورية n التركية، أو حتى التركية n الإيرانية، هي امر واقع تفرضه الجغرافية بالدرجة الأولى، هذا إضافة لما يشكله المستقبل اليوم للدول الثلاث من قلق في التوتر الحاصل في العراق.
وعن مسائل الإرهاب اعتبر المصدر ان هذا الموضوع تقني وهناك لجان تقوم بدراسته بعد الاتفاق الأمني بين سورية وتركية، لكن استراتيجية مواجهة هذا الأمر تبدو ضرورية اليوم حسب نفس المصدر.
|