لم تكن الانتخابات البلدية حدثا عاديا.. ولا فعلا يمر مرور الكرام فهذه الانتخابات كانت حلما وطموحا..و ما هي إلا بداية فعلية وعملية لمسيرة التطور والإصلاح السياسي والاجتماعي المتدرج التي تحظى بدعم ومساندة القيادة والقطاعات المختلفة من الشعب السعودي الذين وجدوا تفهماً من القيادة السعودية التي ترجمت العديد من طموحات وآمال المواطنين بتنفيذ جملة من الإصلاحات وتطوير العديد من الأنظمة والقوانين التي بدأت بتحديث أنظمة الحكم ونظام مجلس الشورى، ونظام مجالس المناطق، وتبعها تحديث وتطوير الأنظمة الاقتصادية باستحداث آليات وأدوات ساهمت في تحقيق العديد من الخطوات الإيجابية والتطوير التي دفعت مسيرة الاقتصاد الوطني إلى آفاق متسعة وحققت فوائد بدأ المواطن يلمسها ويستفيد من نتائجها.
تواصل خطوات التطوير والإصلاح المتدرج، والعملية الانتخابية بدءاً بالمجالس البلدية التي هي جزء من عملية التطوير والإصلاح وأحد الطموحات والآمال التي كان المواطنون يسعون لتحقيقها، ولهذا فإن الإقبال العادي ولا نقول الضعيف للمواطنين في توجههم إلى مراكز قيد الناخبين وبالذات في داخل مدينة الرياض يجعل الإنسان يصاب بالحيرة ويطرح تساؤلات منها.
1 - هل ابن المدينة لا يجد الوقت الكافي لأداء دوره الوطني وترجمة مسئوليته لاختيار المواطنين الاكفاء لخدمة وطنهم عن طريق المجالس البلدية، علماً بأن كل ما يستغرقه من وقت لا يتعدى الدقائق ولا يصل الى أكثر من نصف ساعة.
2 - تلكؤ المواطن في تأدية دوره الانتخابي المسؤول، هل يوقف مطالباته وإلحاحه على الجهات المسؤولة لتنفيذ الخدمات لمدينته وحيه وقريته.
3 - هل من طبيعة المواطن السعودي أن يترك تنفيذ الأعمال لآخر لحظة، ويبدأ تدفق الناخبين لتسجيل أسمائهم في آخر يوم، مثلما يفعلون في شراء حاجيات شهر رمضان المبارك في آخر أيام شهر شعبان ولوازم العيد في اليوم الأخير من شهر رمضان.
4 - هل ضعف الإقبال على مراكز قيد الناخبين، سببه ضعف الدعاية والإعلام لهذه الانتخابات بحيث لم تنجح الجهود الإعلامية والتنظيمية في بث الحماس لدى المواطنين لتأدية دورهم الوطني.
5 - وأخيراً هل يعتبر عدم تفاعل المواطنين مع هذه العملية التطويرية والإصلاحية هو نوع من السلبية عرف بها المواطن العربي عامة، وتهرباً من المسئولية وتلكؤا في تأدية ما هو مطلوب منه كواجبات يتناساها في حين ينشط وبإلحاح لاكتساب الحقوق والمكتسبات، بالرغم من أن العملية الانتخابية هي في الحقيقة مكسب حضاري للمواطن تمكنه من المشاركة في صنع القرار والمساهمة في تنفيذه لخدمة وطنه وأهله.
| 
"دوليات"