الخير سَحُ والقلوب سواء
والبر بالشَعبِ الوفي ثَنَاء
والخير يَصدُرُ من حَفي خير
للمعوزين تَزفُه أنوَاء
فالكل في وطنِ الهُدى مُتفائِل
ما دَبت البغضاء واللأواء
ظَن العَدو بأنَنا رُمْنَا الشقا
ويسُوقنا نحوَ الخِيارِ شَقَاء
ووَيوَدُ لو أدرك مُناه بحقْده
حتى تسيل بمن نُحِبُ دِماء
قَد طاشَ سَهم الحاقدين فما أفلَحوا
يتَخَبطون حَليفَهُم أعداء
شاهت وُجُوه الشرِ في أقْبَائها
فالكُل مِنا للحُماةِ لِواء
يا قَاصداً نحو الخيارِ بِشَره
هلا أرعويتَ وَهل سَمِعتَ نداء
من طَائلين ومُشفِقين واخوة
تحمي الحمى وتهُمُها الأبناء
فَالفَردُ في أوطانِها ابن لها
رغم العدو الحاسِد الشَنَاء
رغم الذين يُحاربوا عُلمائها
وَيسوقُهم نحوَ البلادِ بلاء
لِيُوسِعوا شرخَ العناءِ بأمةٍ
مُختارةٍ تَعنُوا لها الدهْمَاء
مِن كل صِقعٍ تَتَجِه بصَلاَتها
ويشوقُها نحو البُيُوت هَنَاء
هل مثل هَذي أمةٌ يُعتنى بها
أو تُستَفَزُ ويزْدرِيها غُثاء
هل مثلَ هذِي الأرض يُخفر عَهدُها
أو يَسْتبيحَ حَرَامَها أعدَاء
كل القُلوب بدَمِها وبنبضها
تفدى ثَراها فالقُلُوب وَفَاء
من عهد إبراهيم يُقْصَدُ بيتُها
في راحة تسموا بها الغَرَاء
والأمن يكنُفُهم وما ذلَ الحِمى
ولله من فوقِ الجميع حِمَاء
أهلُ العُقُول براحةٍ ما أحسَنوا
وأهل الشَقَاء تَسُوقُهم أهوَاء
يا رب نَجينا مِن الشرِ الذي
يُعمِي ويُصْمي فالقُلوب دِمَاء