المعلم بحاجة لمن يسمعه

قرأت مقال الأخ صقر بن فالح الحربي في جريدة الجزيرة عدد 11716 وبتاريخ 12 رمضان، وكم أثلج صدري- والله- كلام الأخ صقر خاصة وانه من غير الوسط التعليمي، لأني وجدت من يهتم برسالتنا ويدافع عن مسيرتنا.. وبما أني جزء من المحور التعليمي أؤيد ما تطرق له.. فالمعلم بحاجة لمن يسمعه، فهو يواجه العقبات والضغوطات كل يوم.. ويحمل كل تقصير يقع سواء من قبل أولياء الأمور أو الإدارة أو المراكز أو إدارة التعليم أو.... الخ، حتى غدا المعلم هو المسؤول الأول مهما كانت الثغرات تأتي من غيره.. فالمعلم تختلف وظيفته عن باقي الوظائف الأخرى، فهو يساهم في بناء العقول وبناء جيل المستقبل، لذا لا بد من وقفة صادقة معه نشركه في القرارات ونعطيه الثقة والاحترام، ونعزز الجانب النفسي، نحاول الغوص لمعرفة ما يعترض طريقه وهو يؤدي رسالته العظيمة، كثيراً ما يتبادر السؤال الآتي: لماذا المعلم بدأ يضعف احترامه من قبل الطالب؟.. وأين ذهبت هيبة المعلم عما كانت عليه في السابق؟.. إذن لا بد من توفر المناخ المناسب للمعلم من جميع النواحي وذلك:
- بتعزيز مكانة المعلم في نفوس طلابه من خلال تزويد اللائحة التعليمية بوجوب احترام المعلم والتشديد على ذلك ووضع العقوبات الرادعة لمن يخل بذلك.
- إعادة دراسة نصاب المعلم والمتمثل في الـ24 حصة.
- وضع ضوابط لاحتواء عدد الطلاب في الفصل الواحد.. فالأب إذا عجز ان يضبط خمسة أو ستة من أبنائه فما بالك بالمعلم الذي يراد منه ضبط ثلاثين إلى أربعين أو حتى أكثر في الفصل الواحد حتى غدا الهواء النظيف عملة نادرة في بعض الفصول.
- إشراك المعلمين ذوي الخبرة والتمكن من القرارات.. فالذي يلعب في الملعب ليس كالمتفرج في المدرجات.
- إعطاء المعلمين مستوياتهم فالاستقرار المادي يساعد أكثر في العطاء.
- وضع المديرين الأكفاء الذين يتمتعون بالحصافة والشخصية القوية مع المرونة في التعامل.
- تشجيع المعلمين المتميزين بإعطائهم على الأقل شهادات شكر وتقدير من مركز الإشراف.. فكم من جوائز أعطيت لطلاب ولم يشكر من وقف باكتشاف تلك المواهب وعمل على صقلها.
- تأهيل وتطوير أسلوب المشرفين التربويين ليواكبوا مسيرة التعليم من خلال زيارات يستفيد منها المعلم ويساعد على تلاقح الأفكار.. وليست مجرد إعطاء قوالب جاهزة محضرة سلفاً قبل الزيارة ودور بعض المشرفين نقلها مشافهة بحضور المعلم المعني.
كل هذا لا يعني ان المعلم خارج دائرة النقد، أو أنني أسدل أستاراً على عيوب بعض المعلمين أو أقدم لهم الأعذار، فالمعلم مطالب بتطوير نفسه وشحذ الهمة وقبل ذلك مراعاة المسؤولية الملقاة على عاتقه، وان يحتسب المثوبة والأجر بالنية الصالحة في تعليم أبناء الوطن.. هذا الوطن الذي ظل وما زال يعطينا الشيء الكثير وينتظر منا المزيد.. والله الموفق.