لقد تناول العديد من القراء والكتاب من خلال صحيفة الجزيرة نبأ وفاة الشيخ منديل بن محمد الفهيد رحمه الله رحمة واسعة وهو الرجل الذي أثرى الساحة الشعبية وحفظ موروثها الشعبي من خلال عشرة مجلدات أو أكثر وهو من أول من حفظ الرواية وجسدها من خلال ما كتبه ورواه وأمتع الكثيرين من المستمعين ببرنامجه الشعبي المعروف مضارب البادية، ففي ذلك تقصير كبير أعتب به على جريدتنا العزيزة الجزيرة وبعض الصحف الأخرى ولعل في هذا الموضوع موضوع كثير الأهمية ألا وهو (لا يتم تذكر كثير من الأدباء والشعراء والمثقفين إلا بعد وفاتهم ونسيانهم قبل ذلك وبعد ذلك) إلا من يكون متواصلاً بشكل مستمر مع الصحف أو من خلال ما يتم تأليفه ونشره من مؤلفاتهم الأدبية والشعرية والتي تبقى دائماً بكل أسف حبيسة أرفف المكتبات، ليس فقرا بالقراءة وإنما لعدم معرفة القارئ بهم ويعود السبب في ذلك إلى عدم التعريف بهم من خلال الصحف وجهازنا الإعلامي الذي يدخل كل بيت.
لقد آلمني كثيراً جداً الإهمال الإعلامي الجم لكثير من أدبائنا الشعبيين بالذات وقد كان آخرهم (الشيخ منديل بن محمد الفهيد رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه) الذي أثرى الساحة الأدبية الشعبية سواء المقروء أو المسموع.
وعتبي الكبير على وزارة الإعلام ممثلة بإذاعة الرياض التي لم تنعِ هذا الرجل أو حتى تذيع ولو بعضا من تسجيلات برنامجه الشعبي من مضارب البادية أو بعض القصائد التي باسمه أو التي يرويها تخليداً لذكرى من أثرى الساحة الشعبية ومكتبة الإذاعة طوال حياته رحمه الله أو حتى تخصيص برنامج عنه في إحدى الأمسيات.
لقد كتب عنه الأستاذ الحميدي الحربي في صفحة مدارات في شهر رمضان المبارك كتابة من قد نسي شيئاً فتذكره وعتبي على الأستاذ الحميدي الحربي لأنه يعلم من هو منديل الفهيد رحمه الله ولم يوفه حقه من الكتابة.
لم أرَ مرثية تليق بعميد الساحة والأدب الشعبي إن صح أن أسميه بذلك وقد يكون تعاطفاً مني وحباً له رحمه الله، ولكن...!! أين من كانوا يترددون على منزله لطلب معلومة أو معرفة من قائل قصيدة أو للتزود منه رحمه الله..؟ حيث كان النبع المعين الذي لا ينضب والكريم الذي لا يرد أحداً يقصده فقد كان بابه مشرعاً لمحبيه ممن يعرفه ومن لا يعرفه. لكن بكل أسف سرعان ما نسي الشيخ منديل الفهيد رحمه الله بسرعة، ولا يمكن لأحد أن يتخيل ذلك الصرح الذي هوى والنجم الذي أفل إلا من يكن له الحب، اللهم ارحمه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانك إنك على كل شيء قدير و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
فهد بن حمد الصقعبي
السعودية - الرياض |