كنت عائداً من الرياض يوم السبت ليلة الاحد (9-9- 1425هـ)، وحين كانت الساعة تتجاوز الواحدة والنصف كنت اقترب من نقطة تفتيش الغاط.. سمعت اصواتاً تنبعث من ماكنة سيارتي فاضطررت على إثرها أن اتوقف الى جوار نقطة التفتيش.
قدم أحد أفراد النقطة- ولعله مسؤولها- وبادر بالقول: سلامات.. ثم راح يطمئنني بأن العطل -إن شاء الله- يسير، وراح يحاول البحث عن مصدره، ثم لحقه فرد آخر، وبدآ جميعاً يحاولان بجدية كما لو كانت السيارة لهما، وفرحا أن وصل أحد الأفراد بسيارته التي تشبه سيارتي ليستفيدا من خبرته.. لم نستطع الوصول الى نتيجة رغم محاولات مشكورة منهم.. لكنهم جميعاً أشاروا على ألا أوصل السير وسيارتي على هذه الحال، إشفاقاً منهم أن تتأثر بصورة أكبر.. أجروا اتصالات بجوالاتهم على أصحاب (سطحات)، وبحثوا لي عن سطحة لتحملني وسيارتي..
وفي وقت الانتظار كانوا يغمرونني بالحديث الجميل، المصحوب بالقهوة والتمر، ما كدت أن أنسى معه مشكلتي.. لقد غمرني الفرح الكبير أن يكون مسؤولو نقاط التفتيش وافراد الامن بعامة على مثل هذا المستوى من الاريحية والخلق النبيل والبساطة مع من يمر بهم من اخوانهم المواطنين وغير المواطنين.. لقد اكتحلت عيناي بأولئك الشباب الذين بدا عليهم ان ذلك العمل طبع فيهم، وخلق لهم، وهو ما زاد من سروري وغبطتي..
وانني في الوقت الذي ازجي فيه اسمى التحيات لهؤلاء الشباب ليزيدني بهم اعجاباً انطلاقهم العفوي في مثل هذا التعامل رغم ضغط العمل ووردياته.. وكم اتمنى وآمل ان يشمل مثل هذا الخلق النبيل والتعامل الرائع كل قطاع له صلة بالناس، واحتكاك بهم.
|