Monday 29th November,200411750العددالأثنين 17 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

وعلامات وعلامات
الملامح المميزة لثقافتنا الوطنية 3-3
عبدالفتاح أبومدين

5- وطُبعت بعض كتبنا الأدبية في مصر، واطلع عليها مثقفو الكنانة، وقبلها ظهرت بعض محاولات الشباب، مثل: نفثاتٌ من أدب الشباب الحجازي بدعم وتشجيع الرائد من الأوائل محمد سرور الصبان، معين الأدباء يومئذ. وظهر كتاب (خواطر مصرحة) للأستاذ العود قبل سبعين سنة، والتوأمان للاستاذ عبدالقدوس الأنصاري، والمرصاد لابراهيم فلالي. وقبله وحيُّ الصحراء والتياراتُ الأدبية للأستاذ عبدالله عبدالجبار ودواوينُ الشعراء، ومؤلفات الأدباء، حيث أخذت الكتب تُطبع وتنشر، ليقرؤها أدباء البلاد، وتُهدى الى مثقفي الوطن العربي، لا سيما القريب من الجزيرة العربية. وشارك العواد والأستاذ عبدالعزيز الرفاعي في مؤتمر الأدباء في لبنان قبل أربعة عقود، كما شارك أدباؤنا فيما بعد في مؤتمرات الأدباء، التي أقيمت في الشام وغيرها من البلاد العربية.
6- وكانت روافد البعثات التي شرَّقت وغرَّبت، إلى مصر أولاً، ثم الى أوروبا وأمريكا، لتتزود من الثقافة، وتدرس الهندسة والطب والاقتصاد والزراعة والقانون، كان أولئك الرسلُ من حاملي زاد الوطن الثقافي، الى البلاد التي توجهوا اليها، للتزود من معارفها.
7- ثم كانت الجامعات، التي سبقتها المعاهدُ العلمية، كانت غراساً للمعارف والثقافة العريضة، تخرّج فيها رجال، برزوا فيما شغلوا من مناصب في مؤسسات الدولة، ليجذّروا قواعد النهضة، لأن العلم والمعرفة هما قوامُ الحياة، وعنوان أي نهضة على الأرض. والأمة الخاملة، هي التي لا تاريخ لها، ولا كيان فكري تتكئ عليه نهضتُنا، لأن النهضة الحقة، ليست كتل مسلح، وليست مظاهر ومالا، وإنما هي معارف، والحياة اقتصاد، ولا يكون اقتصاد إلا عبر علم وثقافة وفكر، والمثل أمامنا؛ أوروبا في نهضتها، ثم اليابانُ بعد كبوتها في الحرب الكونية الثانية، حيث طحنتها الحرب، ولأنها أمة ليست خاملة، فإنها لم تمت، وكذلك الحال في ألمانيا. إذاً نهضتنا المعرفية عبر التعليم الجاد، أبرزت كياننا الثقافي في العالم، حيث نشارك في المؤسسات المعرفية والسياسية، والاقتصادية، من خلال كياننا وقدراتنا ونهضتنا الحيّة، ليكون لنا دور ونبض في الحياة العامة، ونحن نبني فوق ما بنى الأجداد.. في زمن مضى، لأن الثقافة، ألا نتكئ على الماضي، نستجرُ منه ثم ننام، وإنما أن نضيف الى التراث كل المستجدات المعرفية، التي تعيننا على بناء نهضة متطورة متجددة، نحو الارتقاء، لنلحق بالأمم التي شقت بعلمها وجدها سُبُلَها في حياة متقدمة، لأنها أمة حية، (تنشئ الحياة وتبني).
8- لقد قامت الأندية الأدبية.. منذ قيامها، خلال خمس وعشرين سنة، لتشكل روافد جديدة من التواصل الثقافي.. مع مثقفي الوطن العربي، ولكي تقدم المزيد من الأدب المحلي بملامحه، كانموذج يُعنى بالجوانب الثقافية والدينية، والتاريخية والبيئية والتراثية.
9- ومن مميزات ثقافتنا، أنها ملتزمة. ولا يعني ذلك الانطواء وترديد تراث الماضي، وغلق الأبواب على الجديد، وإنما الالتزام الذي أعنيه، أن ثقافتنا تحكمها ثوابت، ليس عائقاً لها ومعطلة، وإنما هي حماية من الانزلاق وراء تيارات ضررها أكثر من نفعها، إننا طلاب علم ومعرفة، نأبى الانغلاق، ولكننا كما يقول الشاعر القديم:


قدّر لرجلك قبل الخطو موضعها
فمن علا زلقا عن غرّة زلجا


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved