يجترئ معالي وزير الصحة على كل (بروتكولات) الوزارة ووجاهة بشت الوزير.. ومرافقي الوزير.. وطقوس الاستقبال العامرة بأدخنة العود وهو يتلظى بالجمر..
وأصوات فناجيل القهوة وهي تصطك بالدلة استكمالاً لأجواء البذخ المعتادة في الزيارات الميدانية..
نسف وزير الصحة كل هذا..
وعاد من جديد لأسلوب الاندغام بالعاديين من الناس، والاقتعاد معهم على كراسي الانتظار في أقسام الطوارئ أو العيادات الخارجية..
ليكتشف بنفسه العيوب.. وليسمع بأذنيه طزاجة الشكوى وسخونتها وهي تهطل من أفواه الناس وتنزلق على بلاط الممرات الباهت.
** وبدلاً من أن نشتغل بتحيته والشدِّ على يده.. حيث يعترف الوزير الشاب بقصور بعض الأمور في وزارته ويعد بالاشتغال على إصلاحها..
قلنا: إن مراكز الأحياء خاوية على عروشها وإن الاستفادة منها قاصرة، فلم يغضب بل صرَّح بأن مراكز الأحياء فيها قصور كبير وسيتم رفع مستواها برفع مستوى مديريها واختيارهم على أسس علمية.
** لا نريد لأقلام بعضنا أن تقول: لا.. لكل شيء..
نحن نعرف جميعاً مهام الوزير، وهو يعرفها قبلنا وعلى أساسها نال ثقة ولاة الأمر بهذه الوزارة وهو أهل لها.
لن تعيق الزيارات الميدانية والمفاجئة والمتخففة من كل الطقوس البرجوازية الوزير عن أداء عمله في التخطيط الأعلى والإشراف الشامل وتلمُّس المشكلات الصغيرة ليس انشغالاً عن المهام الكبيرة..
ومجرد وجود الرقيب حاضراً في أذهان العاملين ليس دلالة على انعدام الثقة بهم.. بل هي مسؤولية أعلى فحين تحدث أخطاء من صغار العاملين تعلق في رقاب الكبار ويحملون مسؤولية الإهمال وعدم المتابعة والإشراف المباشر.
** حين تكون الزيارات المفاجئة مدروسة ووفق خريطة الأوضاع السيئة التي تعاني منها بعض المستشفيات.. فما الضير في أن يكتشف الوزير بنفسه ذلك ويقطع الطريق على كل محاولات (الترقيع) التي تجيء عادة بعد رفع التقارير الكتابية واعتبار أي كتابة عن وضع سيِّىء في مجالٍ ما هو مجرد شكوى كيدية ؟!
** ليس المطلوب من الصحافة أن تلمِّع الوزير على زياراته.. لكنها مطالبة بالشد على تلمُّس حاجات الناس، والوقوف معهم على قدم واحدة والاستماع إليهم في مواقعهم..
وكانت هذه هي أحلام عريضة في أيام خلت وحين تتحقق يجب أن نساندها لا أن نشكك في نواياها.. وهنا سنحدُّ من محاولات المخلصين التي تجتهد في التحسين والتطوير ولها أجر الاجتهاد حتى لو أخفقت!
012254637 |