*عمان - واس:
قال معالي وزير الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل شيخ ان الامة الإسلامية رفعها الله عز وجل بالقرآن العظيم.. وعلت بالقرآن.. وبمحمد صلى الله عليه وسلم ارتفعت.. وبالإسلام تجلت وسمت واشرقت.
وأكد معاليه في حديث له في حفل افتتاح المؤتمر العالمي الإسلامي الذي بدأ أعماله في عمان امس تحت عنوان (نحو خطاب إسلامي معاصر)..أن القرآن الكريم هو دليلنا وقائدنا وغايتنا وهو دليل الواعظ والمرشد والخطيب.
وأشار معاليه الى أن الامة الإسلامية تعيش هذه السنين ازمات متنوعه الحيثيات.. فهناك ازمة احتلال وازمة ظلم وازمة غلو وتكفير وتفجير وازمة عقل.. مبينا أن معرفة الدعاة والعلماء بهذا الواقع يحتم عليهم ان يبحثوا في العلاج والمخرج.
وقال معاليه (ان الخطابة ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم.. حيث ولي خطبة الجمعة بنفسه فكانت بنية جامعة علمنا فيها ان الخطابة ليست مهمة سهله فالخطبة عبادة وليست مجالا للطعن والتشكيك بل ان الخطبة تعبد إلى الله جل وعلا وتوجيه لما ينفع الناس ويجمعهم على النصح والصلاح بعيدا عن الاجتهادات الفردية والاراء الاحادية).
واعرب معاليه عن تطلعه إلى (تأطير الخطبة) بما يبعد الاجتهادات الشخصية ويتكامل فيها الخطيب مع امته..
مشيرا إلى أن أمانه المنبر تقضي بأن نتبع منهج القرآن الكريم في الوسطية والاعتدال.. وألا نجعل الخطبة ميدانا لبث اجتهادات في الواقع او الترويج لافكار خاصة حزبية او سياسية.
وأضاف قائلا (ان عصرنا هذا يزداد تعقيدا مع ثورة المعلومات وكثرة القنوات وصغر العالم.. فقادة العلم والعمل الاسلامي يتطلعون إلى استفادة اكبر من هذه الوسائل لنشر الاسلام للعالم اجمع مصداقا لقوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} وهذا يتطلب تدريبا اكثر للدعاة والمرشدين لاستخدام هذه الوسائل.
وبين معاليه ان الداعية محاور لا معاند حيث يقول تعالى:{وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فالداعية يتكامل مع غيره ولا يرى نفسه انه كل شيء.. والداعية يحمل الوعظ والارشاد وباسلوب القدوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. واكد معاليه الحاجه الى اعادة صياغة (الوعظ والارشاد) بما يحافظ فيه على المضمون والهدف ويتجدد فيه التفكير والبحث والخطاب.. مشيرا إلى أن الإسلام انتشر بالكلمة وعلا بالدعوة والحوار.. والإسلام لا مكان فيه للانزواء والغدر فالكهوف المظلمة والسراديب المغلقة والاراء الاحادية حجبت نور الإسلام واساءت اليه فالداعية يحمل منهج الوسطية والاعتدال فلا غلو ولا ابتذال.
ونبّه معاليه إلى أنه لا امة بلا اولويات ولا اولويات بلا فقه.. حيث يجب على الخطيب والواعظ والمرشد والداعية ان يرعى فقه الاولويات..
فالمهم يقدّم.. والامة الآن بحاجة إلى جمع كلمتها وتكاملها وتعاونها والحذر من تفرقها وتسلط الاعداء عليها.. كما ان احياء فقه الشريعة في الازمات مطلب ورعاية الداعية له والخطيب خطوة مهمة في طريق اصلاح خطابنا وفكرنا ودعوتنا.
وأزجى معالي وزير الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في ختام حديثه الشكر والتقدير للمملكة الاردنية الهاشمية قيادة وحكومة وشعبا على رعايتهم لهذا المؤتمر المهم وعلى كرم الضيافة وحسن الوفادة.
|