* الظهران- حسين بالحارث:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ظهر أمس (الأحد) حفل افتتاح المؤتمر الدولي لعلوم الحاسب الآلي والمعلومات الذي تنظمه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران كما افتتح سموه المعرض المصاحب للمؤتمر وفي بداية الحفل ألقى رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور محمد بن عمر بدير كلمة قال فيها: إن اختيار موضوع الإنترنت والحوسبة المتنقلة لتكون عنواناً للمؤتمر سيفتح آفاقاً جديدةً لتطويع هذه التقنية المتطورة الى مجالات مفيدة للبشرية مثل التعليم الإلكتروني والحكومة الإلكترونية والمؤسسة الإلكترونية، كما انه سيرتقي بأداء الفرد والمؤسسة ليصبح قادراً على التعامل مع هذه البيئة الجديدة واضاف أن المؤتمر استطاع من خلال اللجنة العلمية ان يستقطب ما يربو عن مائة ورقةٍ علمية من ثلاثٍ وعشرين دولة تم تحكيمها بشكلٍ اتسم بالدقة والحيدة والنزاهة، وتم قبول حوالي ستين ورقةً منها لتظهر في سجلات المؤتمر، وسيتم تقديم الأوراق المقبولة على مدى ثلاثة أيامٍ في سبع عشرة جلسةً وسيتخلل ذلك عدد من المحاضرات المتخصصة المدعوة والتي يحاضر فيها نخبة من علماء متخصصين في محاور المؤتمر، وسيضم المؤتمر كذلك عقد حلقتي نقاشٍ علميتين سيكون موضوع الأولى (البيئات الإلكترونية في المستقبل) وموضوع الأخرى (الحلول الإلكترونية في خدمة المملكة العربية السعودية بين الواقع والطموح).
واشار بدير إلى أنه سيصاحب انعقاد هذا المؤتمر إقامة معرضٍ لعرض احدث ما توصلت إليه تقنيات الحاسب الآلي، وسيشمل ذلك احدث المتسجدات في الحوسبة المتنقلة والانترنت ونماذج عن برامج تستخدم في الحكومة والتجارة الالكترونية والتعليم الالكتروني.
عقب ذلك تحدث معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد بن جميل ملا وقال: إن المملكة العربية السعودية أدركت مبكراً الدور الحيوي الذي تقوم به الاتصالات وتقنية المعلومات في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومدى اسهامها في تعزيز الانتاجية والكفاءة الاقتصادية، وقدرتها على استحداث الفرص الوظيفية، وتحقيق التنمية المتوازنة بين القطاعات والمناطق،مشيرا إلى أن الخطة الوطنية لتنقية المعلومات- التي تحدد الرؤية المستقبلية للاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية- في سبيلها الى الإقرار، وتهدف تلك الرؤية الى التحول - بمشيئة الله- الى مجتمع المعلومات خلال السنوات العشرين القادمة، وذلك من خلال توفير خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات لجميع شرائح المجتمع.
وقال: تم إطلاق برنامج واضح المعالم للحكومة الإلكترونية، بمسمى (يسر)، وذلك بمشاركة كل من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة المالية، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ويسعى هذا البرنامج الى تمكين الجهات الحكومة وتحفيزها لتطبيق مفاهيم الحكومة الالكترونية واساليبها. وأبان أن عدد متسخدمي الانترنت أكثر من مليوني مستخدم (ويمثل ذلك 900 الف مشترك) بنسبة انتشار تفوق 9% من عدد السكان، وهي نسبة متواضعة لا تدعم التحول الى مجتمع المعلومات بالشكل المرغوب، لذا فقد اصبح من الضروري اتخاذ إجراءات عملية لزيادة معدلات استخدام الانترنت وتشجيع المبادرات الهادفة الى نشرها.
إثر ذلك ألقى صاحب السمو الأمير محمد بن فهد كلمة رحب فيها بمبادرة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتنظيم هذا الحدث المهم الذي يؤكد قدرة مؤسساتنا التعليمية على استثمار الدعم الحكومي في مواكبة التطور الحاصل في التقنيات الحديثة وبصفة خاصة تقنية المعلومات التي أصبحت عصب الحياة وركيزة مهمة من ركائز التطور والجسر الذي تعبر عليه الدول إلى المستقبل وليس هذا بغريب على الجامعات التي تحتضن الثروة البشرية وتنتج الإنسان المؤهل والمسلح بالعلم والمعرفة والقادر على الاستفادة من التقنيات الحديثة وتسخير معطياتها لكل ما من شأنه أن يخدم مسيرة التنمية ويعزز تجربتنا الحضارية ويساهم في نهضة بلادنا وتطورها.
وأشار سموه إلى أن حكومة المملكة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- ومؤازرة سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني - حفظهم الله- أن تكون في مقدمة الحكومات التي اهتمت بتقنية المعلومات وتوسيع نطاق استخدامها وذلك في إطار اهتمامها برفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة وتسريع عملية التنمية وتعزيز انتاجية المواطن وتهيئته للتعامل بفعالية وكفاءة مع التقنيات الحديثة.
وقال سموه: إن مؤتمركم هذا يستمد أهميته من أهمية الجامعة التي تنظمه والتي كانت من أهم الجامعات التي اهتمت بالحاسب الآلي وواكبت تطوراته المتلاحقة كما يستمد أهميته من أهمية موضوعه فتقنية المعلومات صارت هي لغة العصر وأبجديته الجديدة التي عمقت التواصل وقربت المسافات بين دول العالم.
وعبر سموه عن المشاركة المحلية والعالمية في فعالياته قائلا: كما يسرني أن الجامعة أشركت المختصين ليس فقط من الجامعات الأخرى ولكن من القطاع الخاص في تنظيمه إلى جانب اشتراك طلاب الجامعة مع أساتذتهم في الترتيب للمؤتمر مما يجعل المؤتمر بحق بوتقة تلتقي فيها مواهب الباحثين وخبراتهم من داخل المملكة وخارجها كما يتم فيها صقل مواهب الطلاب ومهاراتهم.
وعبده سموه عن شكره لمعالي مدير جامعة الملك فهد وأسرة الجامعة على جهودهم الخيرة في مواكبة التقنيات الحديثة وللعلماء الذين تجشموا عناء الحضور للمشاركة في المؤتمر ولرئيس وأعضاء اللجنة المنظمة وكل من ساهم بجهد في إنجاج هذا المؤتمر.
وفي ختام الحفل الخطابي قام سمو راعي الحفل بتسليم الشركات والمؤسسات الداعمة للمؤتمر دروعاً تذكارية تكريماً لدورهم في إنجاح المؤتمر.
عقب ذلك قام سموه بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والتجول في أنحائه.
|