Monday 29th November,200411750العددالأثنين 17 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

دفق قلم دفق قلم
نحن وإيجابيات الوطن
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

قال لي صاحبي: ألا ترى أن معنى المثل القائل: (زامر الحيِّ لا يُطرب) يتحقق في بعض مفكري ومثقفي وعلماء ومسؤولي بلادنا، الذين يحلو لهم الإشادة بما يرونه من إيجابيات في أنحاء العالم قريبه وبعيده، ولا يكادون يشيرون إلى الإيجابيات الكثيرة التي تميز بلادنا عن غيرها، ولا تخفى على المتابع الذي يبحث عن الحقيقة؟
قلت له: ربما يكون كلامك على قدر من الصحة لا يمكن لنا أن ننكره، ولربما كان السبب في ذلك تعوُّد الإنسان على ما هو عنده من الإيجابيات أو السلبيات، فما يرى دافعاً للإشادة أو النقد، ولا يرى تقصيراً في موقفه هذا.. ولربما كان السبب انبهار الإنسان بما عند الآخرين، والنظر إليه بمنظار الدهشة والإعجاب لأنه بعيد عنه، فيشيد به، ويتحدث عن شعوره بالإعجاب، واستحسانه لما رأى، مع أن ما رآه واقع معاش في وطنه منذ عشرات السنين.. ولربما كان السبب في ذلك وجود رؤية غير مستقرة لدى الإنسان تجعله سلبياً نحو وطنه، معجباً بغيره، بل ربما تحول إلى محارب لوطنه وهو لا يشعر!.
قال لي: أنا لا أسأل عن الأسباب، وإنما أتساءل: هل هذا الذي أراه وأشعر به موجود، أم أنني أبالغ في رأيي ونظرتي؟.
قلت له: هو لا شك موجود في كل مجتمع ووطن، وليس في بلادنا خاصة، وهذا ما يجب أن يراجع فيه الإنسان نفسه، فيكون منصفاً للحق وأهله، مشيداً بالإيجابيات سواء أكان ذلك في بلاده أم في غيرها، مع أن تشجيع وطن الإنسان أولى؛ لأن الأقربين أولى بالمعروف، فأنت أيها الأخ الكريم تشير إلى شيء موجود منذ القدم، حتى قالوا: إنَّ المعاصرةَ حجابٌ، يعني أنّ معاصرة الإنسان للشيء تحول دون الإحساس العميق بقيمته، فإذا رآه عن بعد رأى ما لم يكن يراه عن قرب.
إنَّ الحديثَ عن إيجابيات الوطن وإنجازاته المضيئة واجبٌ على كل ذي كلمة مسموعة ورأي مؤثِّر، من باب شكر المحسن وتشجيعه ودفعه إلى مواصلة الإنجازات المثمرة، والمحافظة على الإيجابيات البارزة.. ولا أظن عاقلاً يأخذ على مشجع لوطنه، داعم للخير فيه، مشيد بإنجازاته مأخذاً سلبياً أبداً، كما أنني لا أظن أن عاقلاً يأخذ على ناقد لبعض سلبيات وطنه نقداً بنَّاءً موضوعياً مأخذاً سلبياً أيضاً. إنَّ دعمَ الإنسان لمجتمعه ووطنه وأمته مادياً ومعنوياً دليلٌ على نفسٍ سويَّة، وقلبٍ نزيه، وعقلٍ راجح، وذلك لا يعني - كما نعلم - أن ينغلق الإنسان على نفسه وما حوله ومن حوله، فلا تكون له مساهمة فعَّالة في تشجيع ودعم الخير عند الآخرين.
إنَّ مظاهر الإنجازات الكبيرة في بلادنا لا تخفى على من يعيش معها، أو يزورها، أو يقرأ عنها، أو يشاهدها عبر وسائل الإعلام المختلفة، فالمسجد الحرام، والمسجد النبوي، ومجمع المصحف الشريف، وشبكة الطرق، ومجلس الشورى، ودور الجامعات السعودية في تعليم أبناء العالم الإسلامي - خاصة في المرحلة الماضية - ودور الجمعيات الخيرية في مساعدة المحتاجين - قبل الحملة الصهيونية الشرسة الأخيرة -.. كل ذلك وغيره يعد معالم بارزةً للإنجاز.
ومع ذلك فإن معنى المثل الذي ضربته يا صاحبي يظل موجوداً في المجتمعات البشرية جمعاء، دون استثناء.
إشارة:


مرحباً يا فجر، هذا صدر شعري
قد بدا رحباً، فهل صدرك أرحب؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved