تجدد التكهنات بشأن توجيه ضربة أمريكية لها
إيران تصر على (الاستثناءات) في الاتفاق مع أوروبا..ولا تأبه لمجلس الأمن

* طهران - فيينا - أ.ف.ب:
تبدو في الأفق مؤشرات تصعيد لأزمة الملف النووي الايراني مع وصول المفاوضات بين طهران والاتحاد الأوروبي إلى طريق مسدود مع تلميحات أمريكية الى احتمال توجيه ضربة إلى إيران التي أصرت على بعض الاستثناءات الفنية فيما يتصل باتفاقها مع الاتحاد الأوروبي مشيرة الى أنها لا تأبه حتى ولو تم نقل ملفها النووي إلى مجلس الأمن مثلما تريد الولايات المتحدة بغرض فرض عقوبات على إيران..
أصرت ايران أمس الاحد على مطلبها باستثناء 20 جهازا للطرد المركزي من اتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول تخصيب اليورانيوم وأعلنت عدم رضاها عن مسودة قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي الايراني.
كما أكدت على ضرورة حل الخلاف بشأن ملفها النووي في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكنها قللت من أهمية إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي مؤكدة أن ذلك لن يكون (نهاية العالم).
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي (لا يقلقنا الذهاب الى مجلس الأمن الدولي لأن ذلك ليس نهاية العالم).
وأضاف: (لكننا نفضل تسوية (المسألة) في إطار الوكالة (الدولية للطاقة الذرية). ما من سبب يدعو إلى إحالة الملف الى مجلس الأمن).
وفي فيينا أفاد دبلوماسيون لوكالة فرانس برس أن المفاوضات غير الرسمية بين إيران والاتحاد الأوروبي الرامية الى إنقاذ اتفاق تجميد الأنشطة النووية الايرانية، توقفت يوم السبت فاتحة الباب أمام فرض عقوبات دولية محتملة على إيران.
وأوضح دبلوماسي أوروبي قريب من المحادثات (لم نسجل أي تقدم، وبات على الايرانيين من الآن فصاعدا التفكير بما سوف يقومون به).
وأضاف: (إذا لم يتوافر التحقق في القريب العاجل من تعليق تام (لتخصيب اليورانيوم من قبل إيران)، فسنجد أنفسنا في وضع مختلف تماما).
وقال دبلوماسيون: إن مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد لا يتمكن بالتالي من التصويت على قرار اليوم الاثنين في فيينا، وهذه التجاذبات الحساسة تتناول بالفعل مشروع قرار يعتزم الأوروبيون تقديمه الى المجلس.
وكانت أعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية توقفت الجمعة، وحتى الاثنين بسبب عدم التوصل إلى اتفاق، وسيفتح الوضع الجديد الباب أمام قرار للأمم المتحدة أكثر تشددا وأكثر قربا من الطروحات الأمريكية.
وذكر الديبلوماسيون الأوروبيون أن اجتماع مجلس الحكام يمكن أن يرجأ أيضا. لكن ديبلوماسيا أمريكيا قال: إن هذا التأجيل لن يكون مقبولا في نظر الولايات المتحدة التي دعمت جهود المصالحة التي يقوم بها الأوروبيون على أمل حل المسألة في هذا المجلس تحديدا، وأضاف هذا الديبلوماسي (نريد أن تحل المشكلة هنا والآن، وهذا ما باعنا إياه الأوروبيون).وأوضح أن وقف المفاوضات (يرسخ كما يبدو اقتناعنا بأننا كنا على حق في أن نشكك) في الوعد الذي قطعته إيران بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم، وقال (أعتقد أن الايرانيين بالغوا كثيرا في تقدير صبر الأوروبيين).
الى ذلك رجح مسئول أمريكى سابق بوزارة الدفاع الأمريكية قيام الولايات المتحدة بشن عمل عسكري ضد ايران بهدف تدمير منشآتها النووية في حالة فشل طهران في الالتزام بوقف كافة أنشطة تخصيب اليورانيوم.
ونقلت صحيفة جويش كرونيكل الناطقة باسم الجالية اليهودية في بريطانيا عن ريتشارد بيرل المستشارالسابق لمجلس السياسات بوزارة الدفاع الأمريكية أن هناك مستوى كبيرا للغاية من الخطر الذي يمكن أن تتعرض له إيران فى حالة إصرارها على المضي قدما فى تطوير برنامجها النووي بما في ذلك إمكانية شن عمل عسكري أمريكي ضدها.