رفضه المجتمع القطري والجاسم ربما يدفع الثمن غالياً
مسلسل (بعد الشتات) يُثير سخط إحدى العوائل المعروفة في قطر

* الدمام - علي العبدالله:
أثار مسلسل (بعد الشتات) الذي كتبته (وداد الكراري) سخط أفراد المجتمع القطري بمختلف شرائحه وطبقاته وذلك حسبما أكدته الصحافة القطرية.. حيث تعرض هذا العمل المشبّع بالحزن والنكد الدرامي للنقد اللاذع والحاد من قِبل النقاد الفنيين كما انتقدت صحيفة (الراية) في صفحتها الأخيرة وبريشة فنان الكاريكاتير هذا العمل واصفة إياه بالهابط الذي لا يمثل واقع المجتمع القطري على الإطلاق.
كما ظهرت مشكلة كبيرة.. ويبدو أنها ستتطور في المستقبل القريب وسيدفع فيها الثمن غالياً منتج العمل وهو الممثل القطري (عبدالعزيز جاسم) والمشكلة تكمن في سياق أحد الحوارات في المسلسل الذي انتقدت فيه الكاتبة إحدى العوائل المعروفة والمشهورة في المجتمع القطري، وهذه العائلة رفضت إقحام اسمها بهذه الطريقة التي تسيء لمن ينتمون إليها فرداً فرداً.
والمدهش في الأمر أن الكاتبة تنصلت من هذا الموضوع.. موضحة أنها لم تورد اسم هذه العائلة وملقية اللوم على كلٍ من المنتج والمخرج!!
ومن المتوقع - كما أكدت مصادر فن - أن هذه العائلة ستلجأ للقضاء حفظاً لحقوقها .. واسترداداً لكرامتها المُهدرة في هذا المسلسل. وتؤكد مصادرنا أيضاً أن الفنان (عبدالعزيز جاسم) يحاول جاهداً حل هذه القضية بشكل ودي بعيداً عن المحاكم وذلك عن طريق أحد أصدقائه الذي يعرف واحداً من كِبار هذه العائلة.
الفشل الأكاديمي
في أحد حواراتي مع البروفسورة سامية أحمد الأستاذة في الدراما بجامعة البحرين.. قالت إنها يائسة تماماً من بعض الأعمال العربية التي يلجأ فيها الكُتاب لاستدرار عواطف المشاهدين بالضغط على أعصابهم واصفة هذه الأعمال بالفاشلة أكاديمياً.
وأنا بدوري أشاطرها الرأي.. وأضيف إلى حديثها أن العمل الفاشل أكاديمياً الذي لا يحترم عقلية المشاهد ولا يحترم خصائص المجتمع المحافظ يجب أن يحاسب القائمين عليه حساباً عسيراً ودقيقاً لأن المجتمع ليس لعبة بين أيديهم يتقاذفونها كيفما أرادوا دون وعي منهم بحجم الإساءة التي يقومون بها للمجتمع الخليجي عامة والقطري خاصة.
فقد قامت كاتبة مسلسل (بعد الشتات) بإقحام مشاكل وصلت فيها إلى حد الوقاحة وليس الجرأة معتقدة أن تعرية المجتمع وتقديم هذا الكم الهائل من السلبيات سيجذب المشاهد، وهذا قطعاً أمر مخجل.. ولا يُشعرنا بالفخر.. لأن المجتمعات العربية الأخرى تشاهد هذا العمل وتظن أن مجتمعنا الخليجي بهذه الصورة المقيتة جداً.. الذي تغلب عليها الماديات والنزوات بينما الحقيقة والواقع عكس ذلك والدليل أن المجتمع القطري.. رفض هذا العمل لأنه يتناقض مع الواقع.
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان إلى متى سيظل أفراد المجتمع الخليجي مجبورين لمشاهدة وجبات مختلفة من النكد الدرامي.. كما هو الحال في مسلسل (بعد الشتات)!!