نحن بحاجة ماسة إلى دراسة سريعة متخصصة تبحث وتقدم الحلول لبعض إشكالية ظاهرة التسابق على الاكتتاب في الشركات والبنوك.. تلك الظاهرة التي تثير العجب، والدهشة، فقد يظن من يراقب هذه الحالة من بعيد أننا نغرق بالمال ونتمرغ به إلى الآذان.
فكلما تداعى أهل التجارة ورجال المال لأمر رأس المال أو جذعه، وجمع الأسهم وطرحها؛ نرى البعض منا وقد حشروا أنوفهم وهرولوا وكأنهم مصابون بمس أو بحمى راعشة ومصيبة لا نقول معها إلا حسبنا الله.
آخر هذه المشاهد أول أيام رمضان المبارك، حينما رأينا العراك على أبواب البنوك، والتزاحم بالمناكب والصراع في صالات الاكتتاب بطريقة غير حضارية، بل وكأننا نتجشأ مالا ونعطس أسهما، ووصل الهذيان إلى الصحو والمنام أن يحلم الواحد من هؤلاء على الملأ بأن سهما واحدا سيقلب موازين حياته بالطبع نحو الثراء وهو في الأساس وهم في وهم وضحك في ضحك، فمن يعتبر؟
المؤلم أن الواقع الذي يتجسد على هيئة جواب عميق أننا مصابون فعلا بفهم خاطئ يجعل من البعض بيننا من يقع ضحية لهذه الممارسات شبه الوهمية، بل إن هناك من لا يدرك حقيقة الألاعيب التي تنصب لصغار المساهمين - خذوا أمر صغار على محمل التأمل - هؤلاء يسقطون مرة بعد أخرى في أحابيل مساهمة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
فلله الأمر من قبل ومن بعد وشفى الله أهلنا الطيبين الذين يستلفون الألف والألفين من أجل أن يلد ألف آخر أو اثنان أو ثلاثة، في وقت قد لا يطول - وبحركة الفائض - يعود الألف مبتورا و(كأنك يا أبا زيد ما غزيت).
|