بقلم: عثمان الصالح
الجزيرة (المملكة العربية السعودية) التي وحدها البطل الخالد عبدالعزيز والتي جعل منها رحمه الله أمة موحدة ودولة عالية البناء، أسسها على خلق وعلم.. فالخلق ينبعث في ديانتها السمحاء شريعة الله التي أسعد بها عباده والعلم.. نهض بها إلى مصاف الدول التي سبقتنا في حضارتها.
وكان البطل الراحل والفيصل الخالد في مسيرة موفقة قطفنا ثمارها معارف تنبثق من الثانوية والمعهد والجامعة والكلية الحربية والطيران والأمن، هذه المنابع التي بنت عقول أبنائنا فكان منهم العالم والدكتور والمهندس والمؤخر والضابط والأديب والشاعر والخبير والمستشار إلى آخر المعارف التي نلنا بها قصدا وهدفا في بناء بلادنا وإصلاح أمورنا واعتمادنا على أنفسنا في كل ما نسمو به إلى الغاية المثلى.. إن مثل هذه البلاد جديرة بأن تكون في تاريخها من النشاط في درجة ننشر مآثرها ونوجد معجما جغرافيا يتبنى بعثه أبناء البلاد ويحقق هذه الثروة مواطنون حدبون على بلادهم مشفقون عليها فكان أن تبنى الأستاذ المؤرخ الأديب المطلع الشيخ - حمد الجاسر، هذا الجانب فكان القدير الجدير بهذا التبني فأصدر عدة كتب كانت فتحا مبينا وكانت كسبا للقارئ وشرفا للمكتبة السعودية فتبارى علماؤنا ومؤرخونا فأعطونا عطاء سخيا كون مكتبة غنية بكل جديد لهذه البلاد شرفتنا عند عوالم وشعوب تحب هذه البلاد ومن هذه المكتبة موسوعة ثمينة وسمت بالمعجم الجغرافي الذي صدر منه جزؤه الثاني من (المعجم الجغرافي) لمواطن صالح وأديب معروف تحدث بحكم نشأته في منطقة من هذه المملكة هي (غامد وزهران) فكان نتاج بحثه هذا الكتاب - بلاد غامد وزهران..
أما المؤلف فهو علي بن صالح السلوك الزهراني.. وأما المؤلف - بفتح اللام - فهو يقع في أكثر من ثلاثمائة صفحة قدم له الأمير الأديب سعود بن عبدالرحمن السديري، تقدمة لطيفة أبان فيها أهمية الكتاب وعونه الأدبي له.. كما أن الشيخ الأديب حمد الجاسر هو الآخر أمده بالرأي والمشورة في الإقدام على طبع الكتاب وتشجيعه على نشره.. والكتاب سد ثغرة في تاريخ بلادنا وكان معجما للبلدان والمواضع في تلك المنطقة يستحق التقدير، فقد بذل فيه المؤلف جهدا موفقا وحوى صورا مهمة وضم أبوابا مهمة ينتظمها قسمان - معلومات عامة.. وقسم ثان عن أسماء المواضع من مدن وقرى وأودية وجبال وآبار، والكتاب يعتبر بحق لبنة في موسوعة المعجم الجغرافي للبلاد العربية، الذي يتطلع إلى انتهائها كل أديب وعالم.. وطالب علم ومؤرخ وقارئ في هذه البلاد.
وإذا كان للكمال علامة فهو متوفر في هذا الكتاب الثمين الذي يبدو فيه الجهد..
إلا أنني أود لو كان في ضبطه للكلمات لا يعتمد على الشكل بالحركات وإنما بالتعريف الفعلي مع أن بعض الأسماء لا يشير إلى تعريفها. وبودي أنه عندما يذكر القبيلة أو البلدة يذكر بعض مشاهيرها من الأدباء والأعيان كما أنه أحيانا يحدد تعداد السكان لقرية ما أو قبيلة وهذا في نظري تحديد قابل للزيادة نظرا لنمو السكان، فلو أنه جعل التعداد تقريبيا لكان أفضل لأن السكان يزيدون وفي نمو مطرد.
وإذا كان الأستاذ المؤلف استوعب جميع الأسماء ولم ينس ما عمر المنطقة من إصلاحات وما غمرها من عناية الدولة في جميع مرافقها الثقافية والإصلاحية والعلمية، فبودي لو أنه تحدث عن أدباء المنطقة حديثا موجزا يشير به إلى أدبائها ومشاهيرها وكتابها في السابق واللاحق لهذه المنطقة الزاهرة لأنه أقدر الناس على الحديث عنها والتاريخ لها بحكم معرفته لاسيما وهذا الاقليم غني برجاله وثروته الاقتصادية ومهما يكن من الأمر فالكتاب علق نفسي ومؤلفه دخل في عالم الأدباء والمؤرخين من أوسع الأبواب فتحية له وتقدير ومزيد من التأليف والتصنيف في هذا المجال الشريف.
|