في مثل هذا اليوم من عام 1971 قامت منظمة أيلول الأسود الفلسطينية باغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في القاهرة بينما كان يترأس الوفد الأردني لاجتماع مجلس وزراء الدفاع العربي المشترك، وقد تمت عملية الاغتيال في ظل احتقان العلاقة بين الأردن وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية عقب أحداث أيلول الأسود في الأردن. ومنذ الأيام الأولى من عام 1972 أخذت مجموعة (أيلول الأسود) تشق طريقها بقوة الأحداث إلى الساحة العالمية.
ففي السادس من فبراير اغتالت خمسة أردنيين في ألمانيا بتهمة التعامل مع إسرائيل وفي اليوم نفسه نسفت ناقلة نفط في هولندا.
وبعد يومين نسفت مصنعاً لشركة ألمانية في هامبورج تورد محركات لإسرائيل. وفي 22 فبراير هاجمت المجموعة خطاً للأنابيب في المدينة الألمانية ذاتها.
وفي أوائل مايو 1972 دبرت المجموعة عملية اختطاف طائرة تابعة لخطوط سابينا في رحلتها من بروكسل إلى تل أبيب. وبعد هبوط الطائرة في مطار اللد في تل أبيب قرر موشي دايان الهجوم على الطائرة بجنود القوات الخاصة وهذا ما حصل فعلاً لتنتهي العملية بمقتل الفلسطينيين الأربعة داخلها.
كانت عملية سابينا إخفاقاً ذريعاً ل (أيلول الأسود) ولهذا فقد قرر قادتها أن تكثيف العمليات وحده هو الكفيل بإعادة رفع المعنويات في المخيمات واستعادة سمعة الجماعة.
وهكذا وبينما كان الإسرائيليون يحتفلون بنجاح عمليتهم كان أبو إياد وفؤاد الشمالي يحضرون اجتماعاً دعاهم إليه جورج حبش في مخيم البداوي في لبنان.
كان الاجتماع استثنائياً فقد كان يحضره ممثلون عن الجيش الجمهوري الايرلندي والجيش الأحمر الياباني ومجموعة بادرمينهوف الألمانية.
وتوجت المحادثات باتفاق هذه الجماعات على دعم عمليات بعضها وبل وتنفيذ عمليات بالنيابة عن الأخرى في مناطق وجودها وكأن تقوم بادرمينهوف مثلاً بتنفيذ عمليات ضد أهداف في ألمانيا لصالح الفلسطينيين مثلاً.
وكانت أولى ثمار هذا الاتفاق هي عملية الهجوم التي قام بها عناصر من الجيش الأحمر الياباني على مطار اللد في تل أبيب وسقط فيها 24 قتيلاً و78 جريحاً.
أرسلت عملية اللد إشارة قوية ترددت أصداؤها في كل أنحاء العالم. ومع ذلك استمرت (أيلول الأسود) في تنفيذ المزيد من العمليات ضد المصالح الإسرائيلية في أوروبا وإسرائيل. ووسط كل ذا الزحام من هجمات (أيلول الأسود) ضد إسرائيل وكانت الدولة اليهودية تستعد لإرسال فريقها الرياضي إلى دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ حينما كانت رؤوس المجموعة تدبر لهجومها.
|