ماجيلان يصل إلى المحيط الباسيفيكي (الهادي)

في مثل هذا اليوم من عام 1520، وبعد الإبحار عبر مضايق خطرة عند أمريكا الجنوبية والتي تحمل الآن اسمه دخل البحار البرتغالي فرديناندو ما جيلان إلى المحيط الباسيفيكي بصحبة ثلاثة سفن حيث أصبح أول مستكشف أوروبي يصل إلى الباسيفيكي من الأطلنطي. ففي يوم 20 سبتمبر من عام 1519 استعد ماجيلان للإبحار من إسبانيا من أجل العثور على طريق بحري غربي يصل إلى جزر إندونيسيا الغنية بالتوابل.
وعبر قيادة خمس سفن و270 رجلاً، أبحر ما جيلان إلى غرب إفريقيا وبعد ذلك إلى البرازيل حيث استكشف ساحل أمريكا الجنوبية باحثاً عن مضيق يمكن أن يقوده إلى المحيط الباسيفيكي.
كما قام باستكشاف ريودي لاباتا وهي منطقة تقع جنوب البرازيل. للعثور على طريق عبرها وعندما فشل في ذلك واصل طريقه جنوباً عبر ساحل باتوجونيا. وفي نهاية مارس 1520، رست الحملة عند ميناء سانت جوليان.
وعند منتصف الليل قام البحارة الإسبان بالتمرد على قائدهم البرتغالي ولكن ماجيلان تمكن من قمع التمرد وقام بإعدام أحد الضباط وترك آخر على الشاطئ حينما غادرت السفينة سانت جوليان في أغسطس.
وفي يوم 21 أكتوبر قام في النهاية بالعثور على المضايق التي كان يبحث عنها. ومضايق ماجيلان، كما أصبحت تعرف، تقع بالقرب من طرف أمريكا الجنوبية حيث تفصل تيرا ديل فيوجو عن المنطقة القارية.
وهناك ثلاث سفن دخلت إلى الممر واحدة أعطبت والأخريان استطاعا المرور واستغرق الأمر 38 يوماً للإبحار عبر المضيق الخطر وعندما ظهر المحيط من الجهة الأخرى صرخ ما جيلان فرحاً.
وقد أكمل أسطوله عبور المحيط باتجاه الغرب في 99 يوماً حيث كانت المياه هادئة للغاية وعلى ذلك سمى المحيط الهادي أو المحيط الباسيفيكي وذلك اشتقاقاً من الكلمة اللاتينية (باسيفيكاس) بمعنى (الهادي).
وفي نهاية الرحلة نفذ الطعام واضطر الرجال إلى أكل القطع الجلدية الموجودة في السفينة للبقاء على قي الحياة. وفي يوم 16 مارس 1521 هبطت الحملة إلى جزيرة جوام. وبعد مرور عشرة أيام قاموا بالرسو عند جزيرة سيبي الفليبينية حيث كانوا على بعد 400 ميل من جزر التوابل. وقد التقى ماجيلان مع حاكم الجزيرة والذي بعد أن تحول إلى المسيحية أقنع الأوروبيين بمساعدته في غزو قبيلة منافسة على جزيرة ماكتان المجاورة. وفي القتال الذي دار في يوم 27 إبريل أصيب ما جيلان بواسطة سهم مسموم وتخلى عنه رفاقه المنسحبين. وبعد موت ما جيلان أبحر الناجون إلى جزيرة مولوكاس وقاموا بتحميل أطنان من التوابل. وقد حاولت إحدى السفن العودة عبر الأطلنطي ولكنها فشلت في ذلك.
أما السفينة الأخرى (فيتوريا) فقد واصلت الاتجاه نحو الغرب تحت قيادة جوان سباستيان دي إلانكو. وأبحرت السفينة عبر المحيط الهندي ودارت حول رأس الرجاء الصالح ووصلت إلى ميناء سانليكار دي باراميدا الإسباني في 6 سبتمبر 1522م.