كيف تشتري كتاباً تراثياً؟!
يوسف بن محمد العتيق

تختلف الكتب التراثية عن الكتب المعاصرة في جوانب عديدة من أبرزها أن الكتاب التراثي تتعدد طبعاته ومن يقوم على نشره من المحققين أو دور النشر مما يجعل عملية المقارنة بين النسخ قد لا تكون متوفرة لدى كل القراء وراغبي الشراء.
من أجل هذا وذاك لا بد أن يجعل القارئ في ذهنه قبل الشراء عدة أمور تعينه على أن يأخذ أجود الطبعات ومن هذه الأمور فيما أتذكر:
أن يكون المحقق من المعروفين ومن الباحثين الأكفاء الذين تشهد لهم سيرتهم الذاتية بجهود طيبة في تخصصهم فهناك أسماء يشهد لها الداني والقاصي بالحضور المميز في عالم تحقيق النصوص التراثية.. فمثلاً وجود أسماء مثل حمد الجاسر أو محمود شاكر أو إحسان عباس.. هذه الأسماء تدل على أن الكتاب بخير وأن هذه هي أجود النشرات المحققة.
وابتعد كثيراً عن كلمة تضعها بعض دور النشر على الكتب المحققة حين لا تضع اسماً للمحقق وتقول: أشرف على تحقيقه لجنة مختصة باسم الناشر. ولا تلتفت لمحقق كتاب ينشر المخطوط ولا يأتي بنماذج من المخطوط الذي اعتمد عليه، فالواجب على المحقق أن يأتي بمقدمة ضافية يذكر فيها المخطوط الذي اعتمد عليه ويورد نموذجاً منها كما هي طريقة العلماء المحققين الكبار.
ولن أكون في هذه الزاوية مسوّقاً لجهة دون أخرى لكن هناك دور نشر عرفت بأنها لا تخرج إلا الطبعات المحققة والمميزة.
ومثل ذلك.. المراكز البحثية في وطننا الغالي، أو في سائر الوطن العربي.. فهناك جهات لها حضور مميز في نشر التراث، مثل دارة الملك عبد العزيز، أو مركز الملك فيصل، أو مكتبة الملك فهد الوطنية، أو مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ومثل ذلك جهات أخرى في المغرب وسوريا ومصر لها عناية كبيرة بنشر التراث، فمثل هذه الجهات غير التجارية يهمها جودة نشر التراث أكثر من الجانب الربحي.
ومن الجوانب المهمة قبل الشراء، بل أهم الجوانب هو استشارة المهتمين من الباحثين في هذا المجال فالاستشارة وجه مضيء لا ينقص السائل قدره بل تدل على الجدية والحرص فإن لم تكن لدينا القدرة والأهلية على تحديد أفضل الطبعات فبدون شك أننا جميعاً مؤهلون أن نسأل غيرنا عن أجود الطبعات وأفضل التحقيقات لكتب التراث.