* الرس - أحمد الغفيلي:
ثماني مواجهات متتالية، خمس منها محلية وثلاث عربية، كان فيها الفوز حليفاً لفريق الهلال الذي أطاح بخصومه.. بدأها بالاتفاق ومن ثم المنافس النصر بهدفي المتخصص الجابر، فالمتصدر وحامل اللقب الشباب، واخيراً الوحدة وأُحد، تخللها الفوز على الدرك الجيبوتي بلقاءين.. وختامها التفوق المستحق على الافريقي التونسي.
ويعد هذا التفوق المستحق والصريح للزعيم في لقاءاته الثمانية السابقة وحدها مؤشراً أن الأزرق وإنْ لم يكن في كامل عافيته، الا أنه حقق الأهم والمتمثل في التخلص من تبعات ومؤثرات التخبط والعشوائية التي أفرزها عمل المفلس اديموس، والذي قاد الهلال لموسم هو الأسوأ في تاريخ سيد أندية القارة.
وبعقد مقارنة ما بين وصفية الهلال بقيادة أديموس ومع باكيتا حالياً تبرز قيمة وتأثير العمل الفني، والذي تدعمه بكل تأكيد القناعات الادارية، والتعامل مع جُلِّ العناصر واعطاؤها نفس الأهمية، واحترام وتقدير قيمة النجوم وعدم اعطاء الصلاحية المطلقة للعبث والعناد اذا ما كان القرار الفني مضادا لمصلحة الفريق ويسهم في زعزعة استقراره ويجرده من كبار نجومه، وهو ما ظهر جلياً في عهد الهولندي بمحاربته وسعيه لحجب فرصة التواجد والمشاركة لعناصر مؤثرة واحراج عناصر أخرى واقحامها واشراكها بمراكز لا يمكن لها أن تبدع وتؤدي بشكل مقنع فيها، بهدف ايجاد بدائل تغني الهولندي عن خيار قد يجد نفسه مضطراً له بإدخال نجوم عمل على تجميدها وانهائها واجبارها على التوقف خوفاً من أن تكشف تخبطاته وتذكي المطالبة برحيله وإقالته.
ولانصاف باكيتا فيما أنجزه خلال فترة قصيرة بجانب جهازه المعاون، نجد قدرته على اعادة صياغة الأداء الهلالي والتعامل بواقعية وزرع الثقة في جُلِّ العناصر دون استثناء، والأخذ بالجاهزية والالتزام والانضباط كمعيار للتواجد واستثمار فرص متاحة لدمج الشباب بالخبرة، واختيار التشكيلة الأساسية وفق متطلبات وامكانيات الفريق المقابل.. والأهم زرع الثقة وبناء علاقة مميزة مع جميع اللاعبين وعدم التطرق اعلامياً لاخطائهم ورمي تبعات الخسارة عليهم كما هو الوضع أيام اديموس، والبعد عن الاتكاء لمبررات الغياب والنقص، والجرأة في اقحام وجوه شابة واختيار فرص مناسبة لاشراكها.
وكنتاج طبيعي لنهج فني ظل الهلال يُبحث عنه منذ رحيل الداهية الروماني يوردانيسكو عاد الأزرق تدريجياً وباتت مؤشرات استعادته لكامل عافيته مستقبلاً متاحة.. وأظهر النجوم الكبار كالجابر والغامدي والشلهوب الجمعان الدوسري والدوخي قدرتهم على تحمل عبء قيادة الأزرق، وتصاعد عطاء المفرج والعتيبي وخليل بشكل لافت، وحصل الصويلح والحربي ومضواح والفرج والهليل والحوطي وسرور على فرصة المشاركة المتأنية، ولم يعد غياب نجوم كبيرة كالدعيع ونواف والصالح مقلقا بدرجة تفقد الأزرق توازنه وتقلل من حظوظه.
وبالتأكيد أن نجاح باكيتا (مبدئياً) يقف خلفه عقلية ادارية احسنت الاختيار، وهيأت اجواء مريحة، ووفرت كافة سبل ودعائم ومتطلبات مرحلة الاعداد، ووقفت بجانب الفريق وبقيت قريبه منه، ولم تبخل في التحرك لدعمه بعناصر محلية وأجنبية يحتاجها الأزرق، وجندت جُلَّ طاقتها لخدمة الزعيم بعيداً عن اللهث والهرولة خلف التواجد الاعلامي برغم استحقاقها لذلك؛ فالرئيس الشاب الأمير محمد بن فيصل بذل وأعطى وراهن على النجاح وقَبِلَ المغامرة ورضي بالمهمة في وقت صعب أعقب إخفاق محلي وخارجي لم يعهده الهلال.
وليبقى الدور على شرفيي الهلال ورموزه وصناع زعامته وهيبته وسر تألقه بتاوصل دعمهم واستمرارية مواقفهم الداعمة.. وأخيراً على جماهير الفريق بحضورها ومؤازرتها وتواجدها الفعلي المؤثر في مرحلة غاية في الأهمية تتطلب عملا جماعيا يدفع بالهلال للتتويج من جديد.
|