قرأت خبراً في عدد الجزيرة 11743 وتاريخ 10 شوال 1425هـ مفاده ان رجال أمن الطرق تمكنوا بفضل الله من القبض على مقيم فلبيني كان بحوزته 708 حزم قات كان ينوي ادخالها الى مدينة الرياض وانتهز هذه الفرصة لأتحدث عن هذه القضية وخصوصاً فيما يتعلق بهذه النبتة وأضرارها المختلفة وتأثيرها على متعاطيها في كثير من جوانب حياته المختلفة.
هناك من سيقفز على هذا الموضوع حتى لا يتعب نفسه في أمور هو أصلا غير مقتنع بها فلماذا التفكير واستقراء الحقائق وربما حدوث صراع بين الواقع وما يصوّره الخيال. ولكن الشيء الوحيد الذي لا يستطيع الانسان تبريره أو انكاره أو التشكيك فيه هو الحقائق العلمية الثابتة التي تقول بأن هناك أضرارا واضحة لهذه النبتة على الانسان وفي كثير من جوانب الحياة..
* الأضرار الأسرية: الطلاق العاطفي ربما بين الرجل وزوجته بسبب بعد الرجل عن امرأته وانفراده بنفسه أو خروجه المستمر من المنزل لمسامرة الأصدقاء مع القات ولا يعطي الوقت الكافي لزوجته مما قد ينذر بوجود تفكك أسري. كذلك اهمال التربية وضياع الأبناء لنفس السبب السابق مما قد ينتج عنه انحراف للأبناء. أيضا قد تنشأ بعض الخلافات والمشاكل الأسرية بسبب ضياع المال وعدم انفاقه في وجهته المشروعة. أيضا يمكن أن يقلد الأبناء والدهم وهذا وارد وبنسبة كبيرة خصوصاً وأن البعض لا يعترض على ذلك بل قد يجلب القات لابنه لاعتقاده بأن ذلك من علامات الرجولة.
* الأضرار الصحية: زيادة خفقان القلب وارتفاع ضغط الدم وكذلك التهاب غشاء المعدة وسرعة التنفس وارتفاع درجة الحرارة ناهيك عن فقدان الشهية وربما حدوث جروح وتقرّحات بالفم نتيجة لكثرة التخزين.
وأخيراً الضعف الجنسي وهذه النقطة تحديداً ينكرها الكثير من المستخدمين وربما جميعهم والسبب معروف ولكنه حقيقة واقعة وان قالوا عكس ذلك فربما كان للايحاء والتهيئة النفسية دور في اعتقاد المستخدم بأن القات يزيد الطاقة والقوة الجسدية.
* الأضرار الاجتماعية: غالباً ما ينعزل المستخدم عن المجتمع وأفراده وذلك ليجلس بمفرده لساعات طوال أو مع الأشخاص المقربين فقط وبذلك يفقد المجتمع ركيزة أساسية وعنصرا فعّالا مشاركا في عملية بنائه وتطوره.. كذلك فإن المستخدم غالباً ما يكون شخصاً مستهلكاً فقط غير منتج لانشغاله بنفسه فقط دون النظر الى مصلحة الجماعة. أيضا قد يقع ذلك الرجل في قبضة رجال الأمن ويسجن وبذلك تفقده أسرته وأبناؤه ومجتمعه وقد يخسر وظيفته ويترتب على ذلك ضياع الأسرة والأبناء وفقدان مصدر الدخل مما سينعكس سلباً على مجتمعه وأفراد أسرته خصوصاً من الناحية الاقتصادية.
* الأضرار الاقتصادية: متعاطي القات غالباً ما ترهقه الديون وذلك لاسرافه في صرف المال في سبيل شراء المزاج وبأي ثمن فمنهم من يصرف ربع مرتبه ومنهم من يصرف أكثر من ذلك وفي هذا تبذير للمال في غير طرقه المشروعة. وكل ذلك يكون بطيب خاطر وبمنتهى الأريحية من قبل المتعاطي ولكن في المقابل اذا طلب منه أحد أبنائه أو زوجته بعض الحاجات أو المال فإنه يزبد ويرعد ويختلق الحجج بأنه لا يملك المال.. وهذا مما يزيد المشاكل الأسرية والبعد الروحي بين الجميع..
* الأضرار النفسية: العنف والاضطراب والتوتر العصبي وسرعة الانفعال وسهولة الاستثارة وعدم الاتزان الانفعالي اضافة الى الاحباط أحيانا وخصوصا عندما يبني المتعاطي أحلاما في الهواء وقصوراً في الرمال أثناء جلسة القات وبعدها يكتشف الواقع ويتبخر كل شيء.
عبدالرحمن عقيل حمود المساوي /أخصائي اجتماعي
الرياض 11768 ص.ب 155546 |