* غزة - بلال أبو دقة:
أكدت قيادات فصائل فلسطينية ل (الجزيرة) أنها ناقشت مع محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلال لقائها به مساء يوم الاثنين الماضي الموافق (15 - 11 - 2004)، في غزة موضوع القيادة الوطنية الموحدة وخطة الانسحاب الإسرائيلي والانفلات الأمني.. مشيرة إلى أن اللقاء مع أبو مازن كان إيجابيا ومسؤولا وجادا، حيث نوقشت خلاله قضايا أساسية ومهمة، على رأسها الوحدة الوطنية الفلسطينية والبحث عن صيغة للخروج بالوحدة الوطنية من حيز الشعارات إلى حيز التطبيق والواقع..
الدكتور محمد الهندي، القيادي السياسي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قال ل (الجزيرة): إن الفصائل الفلسطينية طرحت على أبو مازن عدة صيغ منها إعادة ترميم منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لها، ولميثاقها وقضية القيادة الوطنية الموحدة أو قيادة الطوارئ الفلسطينية.. مؤكدا أن هذه اللقاءات والطروحات تدل على أن هناك استشعاراً كبيراً لمخاطر المرحلة القادمة ؛ ان الفصائل الفلسطينية دعت لوقف فوري للانفلات الأمني لفوضى السلاح بمعزل عن سلاح المقاومة، الذي أكد ( الهندي ) انه سلاح شرعي ومسئول ويدافع عن الشعب الفلسطيني ويشرع في وجه الاحتلال ودعا إلى ضرورة وضع حد لهذه التجاوزات التي تحدث في الشارع الفلسطيني للحفاظ على أمن المواطن الفلسطيني، موضحا أن هذه المسألة لها أولوية لدى الفصائل الفلسطينية، مشيرا إلى أن الذي حدث يوم الأحد الماضي الموافق (14 - 11 - 2004) من إطلاق نار في بيت عزاء الرئيس الفلسطيني الراحل، هو مؤشر خطير على الساحة الفلسطينية، وهذا يتطلب ترميم الوضع الأمني وإعادة إشعار المواطن الفلسطيني بالأمان..
وفيما يتعلق بطرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، اريئيل شارون ل قضية الانسحاب من طرف واحد من قطاع غزة وبعض مستوطنات في الضفة الغربية، أكد الدكتور الهندي أن هذه القضية مدمرة للشعب الفلسطيني ويجب مواجهتها وعدم دفع ثمن لهذه الخطة.. وقال الهندي: فلينسحب شارون إلى الجحيم.. نحن في حركة الجهاد الإسلامي، يقول الهندي ل (الجزيرة): سنحافظ على المقاومة والوحدة الوطنية والتماسك في هذه المرحلة الحساسة من القضية الفلسطينية، وأن قضية الهدنة لن تكون على الأجندة الفلسطينية ما دامت الاعتداءات الإسرائيلية متواصلة على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن حركة الجهاد الإسلامي ستجتمع بشكل ثنائي مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس، لمناقشة التطورات الفلسطينية..
فيما أكد سامي أبو زهري، الناطق الإعلامي باسم حركة حماس ل (الجزيرة): على أن لقاء الفصائل الفلسطينية مع أبو مازن، الذي استمر زهاء الساعتين، كان إيجابيا إلى أبعد الحدود، حيث ستتواصل اللقاءات الثنائية بين محمود عباس وقيادات الفصائل الفلسطينية كلٌ على حدة، بالإضافة إلى اللقاءات الجماعية.. مؤكدا على مطلب حماس في تشكيل قيادة وطنية موحدة تتشكل من كل القوى والفصائل الفلسطينية على قاعدة برنامج الانتخابات العامة.. مشيرا إلى أن إجراء الانتخابات الرئاسية لا يمكن اعتباره بديلا عن تشكيل القيادة الوطنية الموحدة، لأن الانتخابات الرئاسية أولا: ليس من المضمون تنفيذها في الوقت الحاضر نتيجة للعراقيل الإسرائيلية، وثانيا: لأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى رزمة انتخابات واحدة بمعنى أن تشمل الانتخابات المجلس التشريعي، مؤكدا على أن حركة حماس تدرس الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية إذا ما أعيد تفعيلها وصياغتها على أسس تمكن القوى الإسلامية من الانضمام إليها..
من ناحيته قال جميل المجدلاوي، عضو القيادة السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ل (الجزيرة): أكدنا في اللقاء على ضرورة إعلان رزنامة واضحة وصريحة لإجراء الانتخابات الديمقراطية الشاملة، وعدم الاكتفاء بالإعلان عن الانتخابات الرئاسية، وأكدنا على ضرورة سيادة القانون، وصياغة قانون ديمقراطي عصري..
هذا وكانت الفصائل الفلسطينية نددت بالأحداث المؤسفة التي وقعت في بيت عزاء الرئيس ليلة الأحد ( 14 - 11 - 2004 )، التي قُتل فيها عنصران من قوات الأمن الفلسطينية وأصيب أربعة آخرون..
ودانت حركة الجهاد الإسلامي حادث إطلاق النار، مشيرة إلى أنّ الحركة تأسف لهذه الحوادث التي لا تخدم القضية الوطنية الفلسطينية.
فيما نددت حركة حماس بهذه الحوادث ورأت أنها لا تخدم المصالح العليا للشعب ولا الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وكانت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح نددت بالحادث وقالت: إنّ ما حدث هو من فئة مأجورة تتلقى أوامرها من جهات خارجية مشبوهة لا علاقة لها بشعبنا لا من قريب ولا من بعيد. وحذرت الكتائب من خطورة الانجرار وراء حفنة مأجورة..
|