لعلكم سمعتم مقدمة مسلسل بعد الشتات الذي بثته الفضائيات رمضان الفارط.. وغنى فيها الفنان عبد المجيد أغنية كانت حديث الناس ، وقبلها غنى في مسلسل (يوم آخر) ، والتي ضمها في ألبومه الاخير تحت اسم (كل يوم) ، كتبها صقر الكعبي ولحنها الملحن الفيصل ، وهي بالمناسبة أنجح ما في الألبوم وتبيَّن ذلك لعبد المجيد من ردود الفعل العام الماضي ونجاحها الساحق وتسريبها للجماهير.
المهم أن أغنية عبد المجيد في بعد الشتات كانت (جميلة) ، فكلماتها المعبرة ولحنها المتناغم وإن كان متقارباً إلى حد التطابق في بعضه مع لحن (المدينة) التي غناها راشد الفارس ، كما أن أداء عبد المجيد عبد الله في الأغنية اتسم بالشجن ، وغناها كما عهدناه صوتاً جميلاً (خلطهُ) بالأحاسيس التي افتقدناها مؤخراً في أغاني عبد المجيد.
كنت قبل أسبوع في جلسة مع عدد من الفنانين ، ومع سياق الأحاديث جاءت أغنية عبد المجيد في الشتات ، حين علَّق أحدهم بأن عبد المجيد وجد ضالَّته اخيرا في المسلسلات كي يبقى (قليلاً) في دائرة الضوء ، بعد أن بدأت أسهمه في التراجع وجماهيريته في الانحدار .. فيما علَّق أحدهم بأن عبد المجيد ولأنه من هواة جمع خمس عشرة أغنية في البوم واحد ، فإنه يحتاج إلى خمسة عشر عاما كي يصدر ألبوماً متكاملاً يعيد له هيبته الفنية وتقدمه في سباق القمَّة ، التي (تنازل) عنها طواعية بفعل ما يقدمه من أعمال لا ترقى أبدا أن الى تُحسب في تاريخه الفني ، بل إن بعض أعماله التي طرحها لا يقبل بها فنان درجة ثالثة .
ولأن الأخبار تأتينا من مصادر مقربة من أبو عبد الله ، فإنه يحمل هذه الأيام في (حقيبته) أكثر من عشرين أغنية جاهزة للطرح منتظراً شعراءها كي يصل معهم إلى اتفاق (نهائي) بغض النظر عن صلاحيتها (الأغاني) من عدمها .. معلومة الفنان التي أراد بها (التنكيت) لم تبرح تفكيري بعد مغادرتي المكان ، زاد منها ألم وتحسُّف يوم أن غدا عبد المجيد (لقمة) سائغة في أفواه البعض ومثاراً لسخريتهم ، بعد أن كان يحرّك الساحة ويجعلها (تموج) بأعماله السابقة.
لم يصل عبد المجيد الى هذا المستوى إلاَّ بعد أن سمح لمن لا علاقة لهم بالفن الأصيل أن يتحكموا في مسيرته الفنية واختياراته ، وكأنه وقع في (فخ) مافيا فنية تحاول إسقاطه فنياً وهذا ما لم ولن يحدث ، فعبد المجيد سيعود يوماً ولو طال ولن يحتاج خمسة عشر عاماً يغني كل عام مقدمة مسلسل كي ينجح .. سيعود حتماً ولكن في أقل من خمسة عشر عاماً .. أقل بكثير
|