Saturday 27th November,200411748العددالسبت 15 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

10- 4-1392هـ الموافق 23-5-1972م العدد (392) 10- 4-1392هـ الموافق 23-5-1972م العدد (392)
كيف تعاملين ابنتك المراهقة؟

يعتبر دور البلوغ والمراهقة من أخطر الأطوار في حياة كل من الفتى والفتاة لأنه يمثل عملية انتقال من دور الطفولة إلى دور الشباب.
ولنتكلم عن الفتاة ونقول: إنها (أي الفتاة) في مرحلة المراهقة تحس فجأة بأنها قد أصبحت شيئاً، فقد زاد طولها.. واتسع عرضها.. وثقل وزنها.. ونما جسمها.. وكذلك تفاجأ بأشياء أخرى لم تكن تعرفها في سن الطفولة..
وبهذا يجتاحها الخوف والقلق والخجل من هذه التغيرات.
وفي هذه الحال ليس هناك من يساعد هذه الفتاة ويبعد قلقها وخوفها إلا أقرب الناس إليها.. ألا وهي الأم.
لذلك يجب على الأمهات أن يفهمن بناتهن ويراقبهن في هذه المرحلة الجديدة ويكثرن التساؤلات بلا حياء حتى يستطعن مساعدة فتياتهن، وازالة القلق عن أنفسهن وذلك بارشادهن وتوجيههن واكثار النصائح لهن وعرض التجارب التي مرت بالأمهات قبلهن وكذلك إشعار الفتاة بهذا الدور الخطير الذي انتقلت إليه وأنه مجرد تحول من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب.
وبالتفاهم.. وازالة ستار الخجل بين الفتاة وأمها.. تستطيع الأمهات وكذلك الفتيات الارتياح لهذا الدور الخطير.. بدل الخوف والقلق والاضطرابات النفسية.
أكرر وأقول: يجب على كل فتاة وأم الاستفسار عن كل شيء يحدث، فمثلاً، باستطاعة الفتاة أن تقول لأمها: يا أمي لقد احسست بكذا؟ فما هو؟ وإنني يا أمي خائفة فماذا أعمل؟
ويأتي دور الأم بافهام الفتاة ما هي فيه وأنه مجرد تغير بسيط سيكسبها حياة جديدة وبالمحافظة على نفسها ونظافتها تستطيع أن تكون فتاة سعيدة في المستقبل.. وكذلك يجب على الأم حينما تلاحظ التوتر والخجل أو القلق باديا على ابنتها أن تبادر بأن تسألها عما بها فهي أمها وهي الإنسانة الوحيدة التي ستفهمها وستحفظ أسرارها وبالتفاهم والتجارب.
بين الفتاة ووالدتها ومعرفة كل واحدة الأخرى بأنها الصديقة.. والحبيبة.. وكاتمة الأسرار، بهذا يمكن للفتاة أن تعبر هذا الدور بكل ارتياح وانبساط وكذلك الأم وبهذا تكون الفتاة قد استعدت وهيئت لحياة جديدة.
فالخجل من الفتاة أو الامتناع من الأم عن مصارحة فتاتها في هذه السن بالاعتقاد السائد وهو (العيب) في بث الأمور المتعلقة بالمراهقة نكون قد هدمنا حياتها حيث تبقى الفتاة منطوية على نفسها خجلة من أهلها والناس.. شاعرة بالنقص أمام الآخرين.
وبالأخير ربما تكون فاشلة في حياتها الزوجية.
وأخيراً أقدم دعوة لكل فتاة ولكل أم وأب أن يسعوا إلى التفاهم ويزيلوا ستار الخجل السائد في كثير من الناس.
.وأن نفهم جميعاً أن هذه الفترة التي تمر بها الفتاة من أخطر الفترات في حياتها وذلك لحدوث التغيرات التي ذكرت والتي لا تستطيع الفتاة أحياناً وكذلك الام التصريح بما يحدث وما يجب أن يفعل من تحدث له هذه الأشياء.

محمد السليمان الخليوي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved