* الرس - أحمد الغفيلي:
في ختام الموسم الماضي أتحفنا المتألق بتال القوس بآخر مواجهاته التي كان طرفها الآخر النجم الجماهيري قائد المنتخب السعودي السابق سامي الجابر، وهي الحلقة الامتع باعتبار ان بتال القوس وجد امامه محاورا مثقفا وذكيا ولماحا وجريئا وواثقا، وهو ما كان يبحث عنه بتال ووجده في مواجهته الاخيرة، والتي يبدو ان القوس بات على قناعة بأن تكون خير خاتمة لسلسلة امتدت موسمين.
وقبل ان يودع المحاور ضيفه الجابر سأله إذا ما كان لديه شيء يقوله لجماهير ناديه ولعشاق فنه.. وبكلمات مختصرة معبرة أطلق جابر عثرات الهلال عبارته المختزلة بقوله (ما زال للمجد بقية).
ذلك أن الجابر اعتاد على ان يوجد الحدث ويترك لغيره مهمة التعقيب وعناء الرد والتحليل والانشغال بما يمكن ان يحدث والترقب، ويدفع الرافضين لاستمراره والمنزعجين من بقائه والحالمين بتوقف عطائه والمنتظرين اعتزاله والراصدين لجل تحركاته لتكرار محاولاتهم التي سبق ان مارسوها وكان للجابر بعدها أن ألجم افواههم وكشفهم بعد ان استعاد توهجه وهيمن بحضوره المعبر على ثناء المنصفين والمحايدين.
وما بين نهاية الموسم الماضي وبداية موسمنا الحالي سيطر وعد الجابر على اطروحات منتقديه وجاهدوا لتأكيد ان الذئب باتت لياقته محصوره (بلسانه).. ولكي يكونوا اكثر اقناعاً وواقعية عمد بعضهم للاعتراف بجمالية وروعة مشواره السابق مع الاصرار على انه لم يعد بمقدوره التواجد بنفس الصورة، وراهنوا على ان الجابر لم يعد مؤهلاً للعب دور المؤثر والحاسم والقائد.
فيما على الجانب الآخر استثمر الجابر فترة التوقف واصر على تأكيد صدق مقولته الشهيرة، ولم يخيّب ظن محبيه ليكسب جولة جديدة ربما لن تثني اضداده عن إعادة المحاولة مستقبلاً، باعتبار ان الاذكياء فقط هم من يحتاطون ويأخذون العبرة ويستفيدون من تجاربهم السابقة.
|