خسارة الاتحاد.. الواقع.. والدرس!!

جاءت خسارة الفريق الاتحادي لمباراة الذهاب في نهائي البطولة الآسيوية متوقعة للمتابع الحصيف لمسيرة الفريق والظروف المحيطة به منذ تأهله للنهائي على حساب شوبنوك الكوري بعد مغامرة مدافعه المولد الشهيرة.. فمنذ الصافرة الأخيرة في تلك المواجهة وبعض الاتحاديين وللأسف.. لا هم له الا تمجيد بطل القارة.. وتتويجه بالذهب وهو ما ساهم في غرس المزيد من الثقة لدى اللاعبين الذين بدا على بعضهم أنهم يؤدون المباراة كواجب والتزام قانوني أما الذهب فهو في متناول اليد والوقت هو الحاجز الوحيد الذي يفصل الفريق عنه.. وحسبي هنا أن الاتحاديين قد فشلوا في اعداد فريقهم من الناحية النفسية كما فشلوا في تجهيزه نفسياً لمواجهة فريق يكفي تأهله للنهائي بعد مشوار طويل محفوف بالصعوبات للدلالة على قوته وعزمه على الفوز بالذهب.. اذ هو يقف على قدم المساواة مع (العميد).. وأحدٌ لن يكون أفضل من الآخر قبل المواجهة.
وهنا أجزم أن امام الاتحاد فرصة سانحة للتعويض وفي الفوز على شوبنوك قبل شهر درس مثالي لذلك.. لكن المهمة صعبة وفي نفس الوقت ليست مستحيلة.. والأهم أن يكون الاتحاديون قد استفادوا من الدرس جيداً ولا بد ايضاً أن يحفظوه.. وحتى لو خسر الفريق اللقب لا سمح الله.
فلا بد من الاستفادة من الدرس الكوري في المستقبل فخسارة لقب لن تكون النهاية بل يجب أن تبقى البداية لمشوار جديد فيه العديد من البطولات والاستحقاقات الصعبة أمام الفريق.
* بعد المباراة تابعت ردود الأفعال الاتحادية سواء عبر الصحافة والانترنت والقنوات الفضائية كما تابعنا سوياً الآراء الفنية التي قيلت بعد المباراة وذهب غالبها إلى وضع المدرب الاتحادي (المقال) كسبب رئيسي للسقوط الآسيوي.. وهو ما أبدته الادارة الاتحادية باصدارها قرار اقالته واسناد المهمة في لقاء الاياب لمساعده وهو قرار اعتبره مجرد امتصاص للغضب الجماهيري وللرغبة في احداث تغيير نفسي لدى اللاعبين وتحسيسهم بأن شيئاً ما قد تبدل وان المسئولية باتت على عاتقهم بعد اقالة المدرب أما من الناحية الفنية فلا اعتقد وأظن أن الكثيرين يشاركوني الرأي بأن دراغان قادر على احداث نقلة فنية (هزة) بشكل كبير فالوقت لا يسمح له كما أن لو كان لديه شيء لقدمه مع رئيسه في الجهاز الفني ايفتش!!
عموماً انتهى شوط في النهائي الآسيوي وبقي شوط آخر ربما حصل مع تباشير (النصر) للفريق الاتحادي.. وما أود قوله أن ثمة أشياء عدة قد تبادرت الى ذهني بعد الخسارة الموجعة لنا جميعاً.
أولها.. أن المدرب أي مدرب لن يكون قادراً على الاستقرار مع الفريق وهو يسمح بالتصريح أو التلميح بأنه بديله في الفريق وبأنه يلعب في الفرصة الأخيرة.
وثانيها.. أن اللاعب لن يكون على ثقة بمدربه وهو يسمع تلك التصاريح والآراء.. ولعل القارئ يتذكر معي حديث رئيس النادي الأستاذ منصور البلوي بعد نهاية لقاء الرد في نصف النهائي والاتصال الهاتفي الذي اجراه بالبعثة بين الشوطين!!
وثالثها.. أن المكافآت المادية اياً كانت مبالغها لن تكون كافية كحوافز للاعبين بل ربما ساهمت في تشتيت أذهانهم.. وقد اعجبني رأي الدكتور مدني رحيمي الاتحادي المعروف في معرض حديثه عن الخسارة بعد المباراة عبر قناة (art).. وآخرها ان الضرورة والمواقع توجبان احترام الخصم اياً كان مستواه.. وعدم الاحتفاء بالقدرة على الفوز عليه لمجرد أننا نجهل ما لديه أو لموقعه في الترتيب في دوري بلاده.. وبعد المباراة والفوز سيكون هناك الوقت الكافي للفرح والاحتفال وهو الأمر الذي غاب للأسف عن بعض الاقلام التي مجدت الاتحاد.. وقللت من خصمه.. فحدث ما حدث!!