أضاع عجوز التدريب الكرواتي ميوسيلاف إيفيتش حلماً جميلاً، كانت جماهير الكرة السعودية بشكل عام وجماهير نادي الاتحاد بشكل خاص تعد العدة للاحتفال بتحقيقه، وهو الذي كان قريباً منها وفي متناول مخالب النمور الاتحادية لو تعامل ذلك العجوز بشكل متقن مع مباراة الحلم الآسيوي واستغل كوكبة النجوم التي هُيِّئت له وتعد أمنية لأي مدرب شعاره النجاح.. إلا أن إيفيتش الذي يعد من أفضل المدربين على مستوى الكرة العالمية في أيام شبابه، جاء وهو في مرحلة سنية لا تسمح له بإعادة أمجاده كمدرب بعد أن فقد قدراته الجسدية والذهنية وحتى شخصيته كمدرب، وظل يتحسس رغبات مسؤولي النادي والجماهير والصحافة في إشراك من يسمع الصيحات تتعالى وتطالب بمشاركته حتى لو كان ذلك على حساب ومصلحة الفريق، وانكشف ذلك في عدة مباريات عندما يهم بتغيير أحد اللاعبين بملاحظات فنية إلا أنه يتراجع ويأمر من تنادي الجماهير بنزوله.
وفي المباراة الأخيرة التي اختتم بها مسلسله البليد مع فريق النجوم (ريال العرب) تفنن ايفيتش بأسلوب بليد وتشكيل غريب منح به الفريق الكوري الأقل حظاً ومستوى من الاتحاد فرصة تسجيل نصر لم يكن يحلم به.. فهل يوجد مدرب بعقلية كروية قادرة على التعامل مع مثل هذه المباراة يحتفظ بأفضل لاعب محور (خميس العويران) إلى جواره وهو الذي لو لعب من بداية المباراة لاستطاع ربط الوسط الاتحادي بدفاعه، وسد الثغرات المؤدية الى المرمى قبل قلبي الدفاع؟.. ثم بماذا يفسر ايفيتش اشراكه لمهاجم غاب عن المشاركة مع الفريق لموسمين، إلا في عدة دقائق من بعض المباريات وهو الحسن اليامي، والابقاء على مرزوق العتيبي إلى جواره وهو المهاجم الذي أشركه أسياسياً في آخر لقاء أمام الشباب وقبل لقاء سونجنام بخمسة أيام؟! ثم ماذا يفسر إهماله للظهيرين مسفر القحطاني وحمد العيسى وتجميد أفضل لاعب وسط أيسر مناف أبو شقير وزميله خالد قهوجي؟؟!
خسر البلوي صبراً أكثر من المال
أعتقد أن منصور البلوي لن يتحسر على ما أنفقه من أموال طائلة لعشقه وحبه الكبير نادي الاتحاد، ولكن ما أعتقده أن الصبر الطويل الذي ظل يتحلى به مع العجوز ايفيتش وأنتهى بكارثة هو ما سيظل البلوي يتذكره ويتحسر عليه، خصوصاً أنه الرجل القادر على إيقاف هذا الكرواتي منذ وقت مبكر عند حده وجلب أفضل مدرب وبأي ثمن.. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وسيعوض الله سبحانه وتعالى هذا الصبر بخير، وإن شاء الله يستطيع أبناء الاتحاد التعويض في المباراة القادمة بفرصة الحلم رغم ضآلتها حسابياً إلا أن قدرة الله ومشيئته ثم روح أبناء الاتحاد قادرة في أن تعيد الحلم وتحقق المطلب.
النمور فقط إلى كوريا
أتمنى من إدارة النادي ممثلة في رئيسها، وهو الشخص القادر والمخول لكل الصلاحيات، أن تعقد جلسة نقاش ومحاسبة مع جميع من هم في كشوفات الفريق ويمثلونه حالياً ويطرح عليهم سؤالاً محدداً وهو: (مَنْ منكم يرى في نفسه أنه يستطيع أن يؤدي مباراة للفوز فقط؟).. لأننا نتمنى رؤية أحد عشر نمراً اتحادياً قتالياً يحرثون الملعب الكوري دفاعاً وهجوماً بأداء رجولي حماسي تشعله الروح الاتحادية المعروفة.
فقرات
* كل التوفيق للمدرب الجديد المكلف بقيادة الفريق في مهمة أشبه بالمستحيلة، وكان الله في عونه.
* المباراة القادمة تحتاج لتعامل إداري مع اللاعبين يختلف عن سياسة الموسمين الماضي والحالي.
* مسفر القحطاني ومناف أبو شقير وخميس العويران ومرزوق العتيبي يجب عودتهم أساسيين في الفريق.
* من الأفضل أن تكون الهدايا والهبات للاعبين (مفاجآت) بعد كل أداء يستحقون عليه العطاء، لكي يعيشوا على الأمل وليس على المضمون.
* تجلت الروح الوطنية في الزميل إبراهيم الجابر وأعلن ابتعاده عن الرياضة لو خسر الاتحاد الكأس الآسيوية.. واعتقد أن (أبو فيصل) سيبتعد فقط عن ممارسة الرياضة، ولن نسمح له بالابتعاد عن الوسط الرياضي كمذيع متميز.. فهل يوافقني الرأي الزميل غانم القحطاني؟.
خاتمة:
ما أصعب العيش لولا فسحة الأمل
|