Saturday 27th November,200411748العددالسبت 15 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

تعقيباً على مقال الدكتور الفريان حول اللغة العربية تعقيباً على مقال الدكتور الفريان حول اللغة العربية

طالعت في صفحة (المحليات)- في عدد يوم الاثنين (11743) الموافق 10-10-1425هـ- تعقيب الشيخ الدكتور الفريان على تعقيب الأخ محمد السلمان حول مقالي المنشور في العدد 11683 يوم الخميس 10-8 بعنوان (لاعذر للوزارة بعدم تعييننا لهذا السبب)؛ ولأني صاحب ذلك المقال فقد شدني حديث الدكتور الفريان عن اللغة ودفاعه عن أهلها وغيرته عليها وعلى حَمَلتها حتى رغبت التعليق على مقاله الرائع فأقول:
قبل أن أتحدث عن أسِّ موضوعي هذا أحبذ أن ألفت انتباه الدكتور الفريان إلى أن الأمر الذي نحن بصدده لم يكن فردياً أعطي صفة العموم، أو أن به لبساً -كلا- ولكن كما ذكرت فقد عاد الغزلُ إنكاثاً واستحال الافتقار إلى غنى مدقع!، ومع الأسف أن يكون للعربية وأهلها ما يكون!، وإن شئت فاذهب إلى منتديات وزارة التربية والتعليم عبر الشبكة العنكبوتية فسترى العجب العجاب من كثرة المشتكين، والمشتكى إليه غافل أو متغافل، إن هذا لهو الأمر الغريب، وستزداد غرابة إذا ما علمت أن المنتدى يأخذ صفة الرسمية وهو بإشراف الوزارة المذكورة.
أخي الدكتور (حمد الفريان) أحمدُ لك غيرتك وفطنتك لأهل العربية وهذا ليس بمستغربٍ على رجلٍ أفنى الكثير من عمره بالبحث والدرس؛ فهو عالمٌ بما تمر به لغتنا؛ لكأني أنظره يستشرف مستقبلها وهي تتهاوى أمام اللغات الدخيلة التي يُسقاها أبناؤنا في صغرهم وهم بعدُ لم يتقنوا قراءة القرآن.
نحن لم نطالب بعسير، وإنما نريد أن يجعل لأهل العربية ما جعل لغيرهم من عددٍ فاض عنه الحوج، وحال بيننا وبينه الموج!.
وإذا أردنا أن نتكلم عن فضل العربية وعن أهميتها ودورها في خدمة الشريعة والدين لطال بنا المقام، ولكني أزيد على ما ذكرت من أقوال لبعض الصحابة وأهل العلم يسيراً، فشيخ الإسلام ابن تيمية ذكرت قوله: (اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجب. فإن فهم الكتاب والسنة فرضٌ، ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) ولم أقرأ في حياتي قولاً يهيب بتعلم اللغات الأجنبية - وليس هذا قدحاً بمتعلميها ولا معلميها من أهلنا-.
فعند أحمد: والوجه عند الإمام أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- كراهة أن يتعود الرجل النطق بغير العربية، وكذا قال شيخ الإسلام عن الإمام الشافعي أنه كره لمن يعرف العربية أن يسمى بغيرها، وأن يتكلم بها خالطاً لها بالعجمية.
وقال الإمام الطوفي: علم النحو أصلٌ من أصول الدين، ومعتمدٌ من معتمدات الشريعة. وقال أبو هلال العسكري: ومما اختص به علم العربية من الفضل أن كل علمٍ يفتقر إليه ولهذا تنافس فيه جلة العلماء وأعاظم الفقهاء.
وحكى الإمام القرطبي (رواية سفيان عن أبي حمزة قال: قيل للحسن في قومٍ يتعلمون العربية قال: احسنوا، يتعلمون لغة نبيهم صلى الله عليه وسلم وقيل للحسن: إن لنا إماماً يَلْحن؟ قال: أخروه).
والعربية - كما هو معلوم- إحدى اللغات السامية المشهورة، وكانت لغة عاد وثمود وجديس وجرهم وكانت واسعة الانتشار في اليمن، والعراق، وبلغت النضج وأوج السمو والكمال حين انتهت إلى قريش.

محمد العلي التركي /القصيم - بريدة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved