Saturday 27th November,200411748العددالسبت 15 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "صدي العلوم"

مدير جامعة الأمير سلطان الدكتور السيف لـ« الجزيرة »: مدير جامعة الأمير سلطان الدكتور السيف لـ« الجزيرة »:
لسنا معنيين بمعالجة مشكلة القبول في الجامعات الحكومية

* الرياض - وهيب الوهيبي:
شكّك الدكتور أحمد السيف مدير جامعة الأمير سلطان أن تكون الغالبية من الطلبة السعوديين قادرين على دفع رسوم التعليم العالي، بسبب تدني مستوى دخل الفرد من الفئات الوسطى داخل المجتمع. واعتبر الحل الوحيد أمام مؤسسات التعليم العالي الأهلية محاولة إيجاد طرف ثالث داعم لرسالتها، لتتمكن من القيام بواجبها. وقال: إن جامعة الأمير سلطان لا تستطيع بحال من الأحوال بجهودها الحالية، أو حتى جهودها المستقبلية أن تحل مشكلة القبول... فجامعتنا لم تنشأ لسد حاجة القبول، وإنما الهدف الرئيسي من إنشاء جامعة الأمير سلطان قصد التميز العلمي والمخرجات، بمعنى آخر: هدف نوعي وليس كمي.
ونفى أن تكون شروط وزارة التعليم العالي لفتح الكليات والجامعات الأهلية تعجيزية ومعقدة.
وفيما يلي نص الحوار:
* بصفتك مديراً لجامعة الأمير سلطان منذ إنشائها، ما تقييمك لتجربة الجامعة في الفترة الماضية ؟
- الجامعة كما تعلمون نشأت كلية في بداية نشأتها، وكانت متميزة في أدائها من حيث عدة أمور: انتقاؤها التخصصات المتوافقة مع متطلبات سوق العمل السعودي، وتصميمها لخطط دراسية تتناسب مع ما يتطلبه سوق العمل من قدرات ومواهب في مخرجات تعليم الطلاب والطالبات.
العامل الثاني: هي أن الجامعة سعت للبدء من حيث انتهى الآخرون، فقامت بالارتباط بجامعات محلية متميزة كجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان هذا التعاون مبنياً على تصميم خطط وبرامج دراسية، أو تعاون في إنشاء برامج ، أو إعارة أعضاء هيئة تدريس سعوديين. وكان لهذا الأخير بالغ الأهمية في التأثير الإيجابي المتميز على أداء هذه الجامعة. العامل الثالث: وهو أيضا في بالغ الأهمية ، قامت الجامعة باستقطاب أعضاء تدريس متميزين لتفعيل الخطط والبرامج الدراسية الموجودة، وبالتالي تكاملت المنظومة للعملية التعليمية، وحققت الأهداف المرجوة منها. هذا ما يتعلق بالأداء. ومن حيث النمو تميزت الجامعة بسرعة النمو في تطور البرامج العلمية.. وكان الوقت يعتبر قياسيا لإنشائها، فالتخطيط والإعداد لها تم في أشهر، وأيضا خروجها وبداية عملها كان في وقت قياسي، وهذا يرجع إلى فضل الله ثم إلي الجهود التي بذلها الجميع، كل على حسب موقعه، في سبيل أن تحقق الجامعة أهدافها.
* كيف استطاعت جامعة الأمير سلطان أن تتغلب على الشروط المعقدة التي يقال إن وزارة التعليم العالي تشترطها لافتتاح الكليات الأهلية... وهل أنت كمدير لهذه الجامعة راض عما وصلت إليه، بمعنى أنه يواكب طموحكم ؟
- من قال إن أنظمة الكليات الأهلية أنظمة معقدة؟!.. لتعلم أخي الكريم: أن أي أنظمة وأي قوانين تعتمد إيجابيتها أو سلبيتها على الأشخاص المتعاملين معها، فإما أن ينظروا إليها بمنظار إيجابي، وإما بضده.. بالمنظار السلبي، نحن في جامعة الأمير سلطان ننظر إلى جميع الأنظمة والقوانين على اعتبارها أنظمة وقوانين هدفت إلى التميز وساعدت الجامعة على التغلب على كثير من الأمور، ووجهت الجامعة التوجيه الصحيح. من ناحيتي: لا أرى أن أنظمة الجامعات والكليات الأهلية أنظمة معوِّقة وتعجيزية بل هي كسائر الأنظمة، أعدت لتنظيم العمل. بل نرى أن وزارة التعليم العالي ساعدت الجامعة على تحقيق أهدافها.
* هنالك اتهامات تشير إلى أن الوزارة ردت كثيراً من طالبي تراخيص لإنشاء جامعات أو كليات أهلية توجهوا على أثر ذلك إلى دول مجاورة لممارسة نشاطهم... فهل تقول إن كل لوائح الوزارة لإنشاء جامعات وكليات أهلية هي على ما يرام ؟
- أنا أتحدث عن تجربة.. وهي (عين اليقين) لا أتحدث عن فرضيات وعن تناقل الرواة، أحدثك عن تجربة جامعة الأمير سلطان، حيث كانت مليئة بالعمل الدؤوب، ولا أرى هناك تعجيزا في أنظمة وزارة التعليم العالي.
* إذن لنعد إلى الشق الثاني من سؤالنا الماضي.. هل أنت راض عما حققته هذه الجامعة.. بمعنى هل الإنجازات التي حققتها متكافئة مع الإمكانات الجبارة التي وفرت لها من المسؤولين ؟
- أنا لا أدعي الكمال في كل ما وصلت له الجامعة، أنا أرى أن الجامعة وصلت إلى مستوى متوافق مع الأهداف التي رسمها المسؤولون فيها، ولكن هناك الكثير والكثير الذي يحتاج إلى تحقيق، ولازلنا في بداية الطريق، فلا أريد أن أخدع نفسي والقارئ.. وأدعي الكمال المطلق... فنحن بحاجة إلى جهد كبير من العمل الدؤوب. ومع ذلك أعود للقول: إن ما وصلنا إليه الآن بفضل الله ثم بفضل الدعم الذي تلقاه الجامعة من المسؤولين فيها ومن وزارة التعليم العالي، ومن حكومتنا الرشيدة، هو جهد يعتبر متميزاً وقياسياً، وقد يقيمه أشخاص من خارج الجامعة فربما يكونون أكثر حياداً.
* كانت الجامعة كلية.. . ثم تدرجت حتى أصبحت جامعة.. هل هناك جديد آخر، له أثر عميق في مسيرة الجامعة المستقبلية ؟
- الجديد في هذه الجامعة هو: أمر هيكلي أساسي.. كيف أستطيع أن أصنع من مجموعة العناصر صرحا أكاديميا هو (الجامعة). . هذا ما نسعى له. نحن في الجامعة بدأنا بكلية بنين وكلية بنات، وأردنا تحويل هاتين الكليتين إلى جامعة، والجامعات في كل دول العالم تحتوي على عناصر أساسية، وهذه العناصر هي عبارة عن كليات ومراكز بحوث وبرامج خدمة المجتمع ومكتبة، وكافة العناصر الأخرى المكملة لكيان الجامعة. الجامعة قامت بتحويل الأقسام إلى كليات وأنشأت مركز خدمة المجتمع، ونسعى الآن لإنشاء معهد للبحوث والدارسات الاستشارية، سوف يعلن في وقت قريب إن شاء الله في مطلع العام القادم، ونقوم الآن بتصميم المدينة الجامعية، هذه العناصر متكاملة إن شاء الله سوف تدعم دور الجامعة وتزيد من قدرتها على تحقيق التميز المنشود.
* على صعيد الخطط التطويرية للجامعة هل هناك استراتيجية معينة تسير الجامعة من خلالها نحو التوسع والتطور... أم أن كل مرحلة منفصلة عن سابقتها ؟
- الجامعة في مشاريع توسعها في الخطط والبرامج الجديدة تقوم على محورين أساسيين: دراسة ما تحتاجه خطط التنمية في العشرين سنة القادمة، وبناء عليه يتم الاتفاق على هذا البرنامج أو ذاك. المحور الآخر.. وهو أيضا مهم: يركز على صقل قدرات ومواهب الطالب أو مخرجات التعليم، وهو العنصر المكمل لمحور البرامج، فنأتي وننظر إلى سوق العمل، ما هي القدرات والمواهب التي يحتاجها سوق العمل، فنقوم نحن بإعدادها وإخراجها للسوق وتوفيرها. على سبيل المثال: لنفرض أن خطط التنمية تحتاج إلى أطباء، في هذه الحالة لا يكفي القيام ببرامج لسد الحاجة من الأطباء في الوقت الراهن، نحن ننظر إلى هذه النقطة من زاوية مختلفة، فالتحدي الذي نراه أمامنا هو: ما هي نوعية الأطباء، كيف نستطيع أن نجهز أطباء يتنافس عليهم سوق العمل، ليس محلياً فقط ولكن إقليمياً وشرق أوسطيا أيضا. نريد أن يكون خريج هذه الجامعة في أي علم من العلوم منافسا لأي خريج آخر في تخصصه.. على مستوى الشرق الأوسط والعالم كله.
* ولكن ما هي الحلول التي ترون من خلالها معالجة قلة المقاعد الجامعية أمام تزايد خريجي الثانويات، في وقت تشير التقديرات إلى أنه خلال عامين ستكون الجامعات الحكومية لا تستوعب سوى ثلث خريجي الثانوية من بنين وبنات ؟
- دعني أقول لك أولاً: إن جامعة الأمير سلطان لا تستطيع بحال من الأحوال بجهودها الحالية، أو حتى جهودها المستقبلية أن تحل مشكلة القبول في الجامعات السعودية.. فجامعتنا لم تنشأ لسد حاجة القبول، وإنما الهدف الرئيسي من إنشاء جامعة الأمير سلطان لقصد التميز العلمي والمخرجات، بمعنى آخر: هدف نوعي وليس كمي. ولو اتجهنا إلى سد حاجة القبول فإن جامعة الأمير سلطان لن تستطيع لوحدها تحقيق ذلك.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved