Saturday 27th November,200411748العددالسبت 15 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

يتحدث عن الساعات الأخيرة للرئيس الراحل ياسر عرفات: يتحدث عن الساعات الأخيرة للرئيس الراحل ياسر عرفات:
قاضي القضاة الفلسطيني: في أثناء تلاوتي للقرآن تحرك كتفه عدة مرات

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
وصل إلى مكتب الجزيرة، تصريحات صحافية، صادرة عن الشيخ تيسير بيوض التميمي، قاضي القضاة الفلسطيني، الذي رافق الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في ساعاته الأخيرة في مشفى بيرسي العسكري في إحدى ضواحي باريس، وشهد وفاة الرئيس عرفات، وأشرف على تغسيله والصلاة عليه وفق التقاليد الدينية الإسلامية، وكان في انتظار جثمان الرئيس عرفات في مدينة رام الله، حيث دفنه بيديه في قبر إسمنتي متنقل بمبنى المقاطعة في مدينة المقاطعة..
وعن ساعات عرفات الأخيرة تحدث الشيخ تيسير التميمي، في تصريحاته خاصة، جاء فيها بالنص الكامل.. قال الشيخ التميمي: التقيت الرئيس الراحل قبل أن يسافر إلى باريس، في يوم الثامن رمضان زرته في المقاطعة، وكان يعاني من الإنفلونزا، جلست إليه وتحدثنا وطلبت إليه أن يفطر بناء على طلب الأطباء، ولكنه رفض، وقال لي بعد أن بلغت عمر الخامسة والسبعين، ولم أفطر، تريدون أن أفطر الآن، ورفض الإفطار واستمر صائما، فبينت له الأحاديث والآيات التي تبيح للمريض الإفطار، ولكنه أصر على الاستمرار بالصوم، كان الرئيس مرهقاً، وأنا زرته عندما حضر إليه الطاقم الطبي المصري الذي تولى فحصه، وبناء على طلبهم، طلبت بدوري من الرئيس، الذي كان تعباً، أن يفطر.
وقال التميمي: تربطني بالرئيس الراحل علاقة وثيقة وطيبة، ووجدت انه من المناسب أن أكون إلى جانبه، فطلبت الإذن من مجلس الوزراء للسفر، لأكون بجانب الرئيس في الساعات الأخيرة في المستشفى الفرنسي، بعد سماعي تدهور صحة الرئيس، حيث تم الإعلان عن أنه يحتضر وأنه يعاني من نزيف في الدماغ، ورأيت أيضا أنه من واجبي، كشخصية إسلامية، أن أكون إلى جانبه في ساعاته الأخيرة، ذهبت لأكون بجانبه.
وعندما وصلت كان هناك جيش من الصحافيين مرابطون كالعادة على باب المستشفى، وعندما سألوني عن ما ردده الإعلام الإسرائيلي بشأن مجيئي قلت لهم إن الرئيس على قيد الحياة وبينت الحكم الشرعي بالنسبة لرفع الأجهزة، ومكثت بجوار الرئيس صباح يوم الأربعاء (10-11) من العاشرة والنصف بتوقيت باريس وطوال اليوم.
كنت أمكث بجانبه فترات وأخرج ثم أعود، وكان الرئيس حينها على قيد الحياة، لون جسده لم يتغير، وفي أثناء تلاوتي للقرآن، تحرك كتفه عدة مرات، راقبت الأجهزة ورصدت لوحة نبض القلب كانت 315 نقطة في الدقيقة، وفي ساعات المساء من يوم الأربعاء تحسنت صحة الرئيس.
مضيفا: لم يشعر بي ولم يصح من غيبوبته، ولكن كانت كل مظاهر الحياة في جسده، من حرارة وحركة ونبض القلب وغير ذلك.
النزيف توقف ونبضات القلب بدأت تنتظم، وكذلك الضغط اخذ ينتظم، حتى أن الأطباء فوجئوا من ذلك.. يبدو أن هذه كانت صحوة الموت كما هو معروف، إن الله يقبض الإنسان عندما يكون خاليا من الأمراض.. بعد ذلك تدهورت صحة الرئيس بشكل مفاجئ وانتقل إلى رحمته تعالى وأسلم الروح إلى بارئها.
وقال الشيخ التميمي: توفي الرئيس عرفات في الساعة الثالثة والنصف بتوقيت باريس، أي في الرابعة والنصف بتوقيت فلسطين من يوم الخميس 28 رمضان 1425 هـ الموافق 11 - 11 - 2004م.. وبعد وفاة الرئيس أبلغنا رام الله، وصدر الإعلان عن القيادة، بعد الوفاة لم أخرج من المستشفى، بقيت فيه، حتى تم تغسيل الرئيس وتكفينه وتجهيزه، وأشرفت على ذلك بنفسي.
كل ذلك تم في المستشفى؟.. نعم، بعد تغسيل الرئيس وتكفينه صليت عليه، ووضعته في الثلاجة، وبعد الانتهاء من ذلك خرجت بالسيارة أمام الصحافيين..
وقد اشترك معي في الصلاة على الرئيس حرسه ومرافقوه مثل الدكتور يوسف العبدالله وعدد من رجال الدين التونسيين من أئمة مسجد باريس، وهم الذين غسلوا الرئيس وكفنوه تحت إشرافي.
وأشار التميمي إلى أن سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل، كانت موجودة في الغرفة في ساعة احتضار الرئيس وأيضا الدكتور رمزي خوري وعدد من حرس الرئيس.. وقال الشيخ التميمي لم أرافق الجثمان إلى مصر، كوني عدت إلى مدينة رام الله مباشرة لتجهيز القبر والإشراف على ترتيبات الدفن.
لقد دفنت الرئيس (يقول التميمي): يوم الجمعة 29 رمضان 1425 هـ الموافق 12 - 11 - 2004م وسط أهله وشعبه، وأريد أن أوضح هنا بشأن اللغط حول أنه تم دفن عرفات في التابوت، وهذا خطأ لقد دفنته بنفسي، بعد إخراجه من التابوت الذي ما زال موجودا في المقاطعة لمن يريد أن يتأكد.. وقد وضعت تراب القدس في القبر تحت الجثمان، ونثرت حفنات من التراب على الجثمان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved