* رام الله - رويترز:
يعتبر مروان البرغوثي الذي قرر ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة الفلسطينية أبرز شخصية في الانتفاضة التي اندلعت من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد انهيار مفاوضات السلام عام 2000م، وكان ينظر اليه منذ فترة على أنه خليفة محتمل لياسر عرفات.
ويشكل ترشيح البرغوثي نفسه لخوض سباق الانتخابات المقررة في التاسع من يناير كانون الثاني القادم تحديا مثيرا لمحمود عباس أبرز المرشحين وهو رئيس وزراء سابق يجد نفسه محاصرا الآن بشعبية البرغوثي بين الفلسطينيين لما يحظى به من خصائص قيادية.
وقال مسؤول في حركة فتح يوم الخميس: إن البرغوثي (45 عاما) قرر ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة الفلسطينية من زنزانته بسجن إسرائيلي.
وتثير محاولة البرغوثي التي يقوم بها من وراء القضبان لخلافة الرئيس الراحل ياسر عرفات كرئيس للفلسطينيين شبح حدوث انشقاق في صفوف حركة فتح التي مضت قدما في ترشيح وتأييد محمود عباس كمرشح لها رغم تحدي البرغوثي.
وأضاف المسؤول الذي قال: إنه تحدث مع محامي البرغوثي لرويترز (قرر (البرغوثي) ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة... سيصدر إعلان رسمي خلال 24 ساعة).
ولكن فتح استبعدت ترشيح البرغوثي على قائمتها من خلال الموافقة على ترشيح عباس البالغ من العمر 69 عاما، وذلك بعد ثلاثة أيام من ترشيحه من قبل لجنة في فتح في سباق ضم أيضا بضع شخصيات أقل شهرة.
وقال الطيب عبد الرحيم المسؤول الفلسطيني البارز بعد صدور قرار المجلس الثوري لفتح في مدينة رام الله في الضفة الغربية: إن (أبو مازن (محمود عباس) هو مرشح فتح الوحيد).
وقال أحمد غنيم العضو في المجلس الثوري وحليف البرغوثي لرويترز: إن الباب أغلق أمام البرغوثي لترشيح نفسه باسم فتح.
وقال غنيم: إنه سيتعين على البرغوثي أن يخوض انتخابات الرئاسة الفلسطينية كمرشح مستقل إن شاء ترشيح نفسه، ويفتقد أبو مازن الذي تولى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية بعد وفاة عرفات في 11 من نوفمبر تشرين الثاني إلى تأييد القاعدة الشعبية القوية الذي يتمتع به البرغوثي، ولكن اسرائيل والولايات المتحدة تفضلان (أبو مازن) كصانع سلام في المستقبل.
وأصدرت إسرائيل على البرغوثي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة لمقتل إسرائيليين، وقد يشكل إعلان ترشيحه للرئاسة ضغطا دوليا على إسرائيل لاطلاق سراحه، وأثناء محاكمته في تل ابيب أكد البرغوثي أنه زعيم سياسي وغير ضالع في العنف.
ويتكهن محللون سياسيون فلسطينيون بأن البرغوثي أمامه فرصة جيدة للفوز في الانتخابات بالحصول على تأييد من التيار الرئيس للناخبين، وكذلك من اسلاميين يعارضون دعوة عباس لوقف الانتفاضة.
ويؤيد البرغوثي ذو القامة القصيرة واللحية الذي يتحلى بلسان طلق أيضا السلام مع إسرائيل ويعرض قضيته لإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة بلغة عبرية شبه متقنة تعلمها أثناء سجنه في السابق عدة مرات بالسجون الاسرائيلية.
وعندما سئل ان كانت اسرائيل قد تفرج عن البرغوثي اذا انتخب رئيسا قال مصدر بارز بالحكومة الاسرائيلية (هذا لن يغير وضع السيد البرغوثي عما هو عليه اليوم).
وتحدث كولن باول وزير الخارجية الأمريكي عن احتمال ترشيح البرغوثي في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الاسرائيلي أثناء زيارته لاسرائيل والأراضي الفلسطينية يوم الاثنين وقال: انها قضية معقدة.
وقال باول للقناة (لا أدري ماذا ينوي (البرغوثي) أن يفعل ولكني أعتقد انه يتعين علينا أن ننتظر ونرى انه الآن رهن احتجاز قضائي لدى دولة اسرائيل وهذا الوضع لا يبدو انه في سبيله الى التغير).
| 
"دوليات"