بعد زيارة له في المعتقل قام بها الوزير فارس قدورة
البرغوثي يسحب ترشيحه لرئاسة السلطة ويدعو لدعم أبو مازن

*رام الله - (الضفة الغربية) - ا ف ب :
أعلن أمين سر اللجنة الحركية العليا في الضفة الغربية والمسجون في اسرائيل في بيان تلي باسمه أمس الجمعة انه لن يترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية داعيا للتصويت لمرشح حركة فتح محمود عباس.
ودعا البرغوثي في نص البيان الذي تلاه الوزير بلا حقيبة فارس قدورة بعد زيارته في سجنه الى دعم مرشح الحركة ابو مازن (تقديرا للمؤسسة الرسمية ووفاء لمبادئ الشهيد القائد المعلم ومؤسس حركتنا الرائدة فتح الزعيم الراحل ابو عمار (ياسر عرفات).
ويعتبر مروان البرغوثي أبرز شخصية في الانتفاضة التي اندلعت من أجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد انهيار مفاوضات السلام عام 2000 وكان ينظر اليه منذ فترة على أنه خليفة محتمل لياسر عرفات.
وأثار ترشيح البرغوثي نفسه لخوض سباق الانتخابات قبل ثلاثة أيام تحديا مثيراً لمحمود عباس أبرز المرشحين لما يحظى به من خصائص قيادية.
كما أثارت محاولة البرغوثي من وراء القضبان لخلافة الرئيس الراحل ياسر عرفات شبح حدوث انشقاق في صفوف حركة فتح التي مضت قدما في ترشيح وتأييد محمود عباس كمرشح لها رغم تحدي البرغوثي.
واستبعدت حركة فتح ترشيح البرغوثي على قائمتها من خلال الموافقة على ترشيح عباس البالغ من العمر 69 عاما وذلك بعد ثلاثة ايام من ترشيحه من قبل لجنة في فتح في سباق ضم أيضا بضع شخصيات أقل شهرة.
وقال الطيب عبد الرحيم المسؤول الفلسطيني البارز بعد صدرور قرار المجلس الثوري لفتح في مدينة رام الله في الضفة الغربية إن (أبو مازن (محمود عباس) هو مرشح فتح الوحيد).
وقال أحمد غنيم العضو في المجلس الثوري وحليف البرغوثي لرويترز ان الباب أغلق أمام البرغوثي لترشيح نفسه باسم فتح. وقال غنيم إنه سيتعين على البرغوثي أن يخوض انتخابات الرئاسة الفلسطينية كمرشح مستقل إن شاء ترشيح نفسه. ويفتقد أبو مازن الذي تولى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية بعد وفاة عرفات إلى تأييد القاعدة الشعبية القوية الذي يتمتع به البرغوثي ولكن اسرائيل والولايات المتحدة تفضلان أبو مازن كصانع سلام في المستقبل.
وأصدرت اسرائيل على البرغوثي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة لمقتل اسرائيليين وقد يشكل اعلان ترشيحه للرئاسة ضغطا دوليا على اسرائيل لاطلاق سراحه. وأثناء محاكمته في تل ابيب اكد البرغوثي انه زعيم سياسي وغير ضالع في العنف.
ويؤيد البرغوثي ذو القامة القصيرة واللحية الذي يتحلى بلسان طلق أيضا السلام مع إسرائيل ويعرض قضيته لإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة بلغة عبرية شبه متقنة تعلمها أثناء سجنه في السابق عدة مرات بالسجون الاسرائيلية.
وعندما سئل ان كانت اسرائيل قد تفرج عن البرغوثي اذا انتخب رئيسا قال مصدر بارز بالحكومة الاسرائيلية (هذا لن يغير وضع السيد البرغوثي عما هو عليه اليوم).
وتحدث كولن باول وزير الخارجية الأمريكي عن احتمال ترشيح البرغوثي في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الاسرائيلي أثناء زيارته لاسرائيل والأراضي الفلسطينية يوم الاثنين وقال: انها قضية معقدة.
وقال باول للقناة (لا أدري ماذا ينوي (البرغوثي) أن يفعل ولكني أعتقد انه يتعين علينا أن ننتظر ونرى انه الآن رهن احتجاز قضائي لدى دولة اسرائيل وهذا الوضع لا يبدو انه في سبيله الى التغير).